رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 309 - الجزء 1

  وغمضي وامساك سمائي وأرضي والمضاء والمضي ورزقي ووعظي.

  قلت: وقد صدق الله تعالى بقوله {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}⁣[النحل: ١٨] وكما ورد عنه ÷ «كم لله من نعمة في عرق ساكن» أو كما قال مع أن نعم الله معلومة بالضرورة على كل حال وانه لا يقدر العبد على مكافآت نعمة منها فليس له الا فضل ربه ورحمته الواسعة فهو المسئول ان يشملنا بها من لا يشكر وبرضاه آمين (وعلى) العبد أيضاً شكر (ما يصل اليه من النعم بواسطة المخلوقين مع شكرهم أيضاً لأن لهم يداً ظاهرة في نفعة واعطائه) ولما ورد في حديث «لا يشكر⁣(⁣١) الله من لايشكر الناس» أو كما قال ولما ورد في الدعاء للاخ المؤمن بظهر الغيب فقد ورد عن النبي ÷ «ان أسرع الدعاء اجابة دعوة غائب لغائب» رواه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمر ورواه المنذري وفيه أيضاً عن سيد أم الدرداء عن رسول الله ÷ أنه قال «اذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة ولك مثل» رواه مسلم وأبو داود وفي رواية ولك مثل ذلك.

  وروى ابن عباس ¥ قال قال رسول الله ÷ «دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب دعوة المظلوم ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب» رواه الطبراني ولما في ذلك من المكافأة الواجبة ان لم يتمكن من بذل ما يجب منها من المال ونحوه اذ كل حال بمقتضاه. ولما في ذلك من


(١) اخرجه احمد وأبو داود وابن حبان عن ابي هريرة بلفظه.