رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 310 - الجزء 1

  مكارم الاخلاق التي أتت بها الشريعة الغراء كتاباً وسنة في قوله تعالى {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}⁣[آل عمران] ومن الاخبار الكثيرة كما لا يخفى (لكن الشكر لله تعالى على ذلك أوجب لانه) تعالى (خالق الجميع) وهو الميسر لاسباب ذلك والباعث عليه بما وعد من الثواب والمكافآت على الاحسان) والوعيد على التقصير عن ما يجب ولذا فان القرآن والاخبار النبوية مشحونة بالوعد والوعيد (وليشكر ربه على ما يبتليه به من الآلام والغموم لان فيها من المنافع الاخروية ما لايكاد يتصوره) أحد من الخلق (لكثرته وعظمه) قال في كتاب عبد العظيم المنذري: وعن صهيب الرومي ¥ قال قال رسول الله ÷ «عجبا لأمر المؤمن ان أمره له كله خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له» رواه مسلم.

  وعن أبي الدرداء ¥ قال سمعت أبا القاسم ÷ يقول «ان الله قال يا عيسى أني باعث من بعدك أمة ان أصابهم ما يحبون حمدوا الله وان أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم⁣(⁣١) ولا علم قال يا رب كيف يكون هذا قال أعطيهم من حلمي وعلمي» رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري.

  وعن ابن عباس ¥ عن النبي ÷ أنه قال «يؤتى بالشهيد يوم القيامة فيوقف للحساب ثم


(١) الحكم بالكسر الأناءة انتهى. مختار.