رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 340 - الجزء 1

  كثيرة.

  السادسة السلامة من مشاهدة الثقلاء⁣(⁣١) ومكابدة⁣(⁣٢) طباع الحمقى فهذه فوائد العزلة (واعلم أن الناس في التمكن منها على درجات وقل من يستطيع الخلوة التامة المستمرة لكنه ينبغي أن لا يمنع العبد نفسه من الاخذ منها بنصيب أن تعذر التمام في حقه فإن القليل خير من العدم ولو لم تمكنه إلا ساعة من يومه أو ليله) فإنه من اشتغل بأمور الناس يعسر عليه الاعتزال عنهم والتجرد للاشتغال بنفسه وقطع العلائق بينه وبين الناس وكل على قدر مداخلته لهم يعسر عليه التخلص منهم (وبالجملة فلتكن العزلة على ذكر منه) قال: اجعله منك على ذكر أي لا تنسه حكى ذلك في شمس العلوم (وليحضر بذهنه ان مخالطة الناس لا تأتي بخير في الاغلب وأن لزوم الخلوة أشفى⁣(⁣٣) لقلبه وأذكر لذنبه وأقرب الى رضاء ربه) للسلامة من آفات الخلطة - التي ذكرناها والتفرغ للعبادة والاستعداد للآخرة.

  (تنبيه * هذا الذي ذكرناه من الحث على الخلوة ولزومها إنما هو في حق من أحرز من العلم الديني ما يحتاج اليه في دينه) وأتقن ما يؤمن ان يضل فيه من ارتكاب بدعة يجهلها أو الاخلال بواجب أو نحو ذلك (فأما الجاهل فحاجته الى الخلطة


(١) واثقله الشيء اتعبه انتهى مصباح.

(٢) وكابد الأمر قاسي شدته انتهى مختار.

(٣) واشفيت على الشيء مالا لف اشرعت انتهى مصباح.