فصل
  للتعلم أكثر منها الى العزلة والله أعلم). وفوائد المخالطة ست فوائد ذكرها الامام يحيي #: أولها العلم والتعلم وهما من أعظم العبادات.
  الثانية النفع لغيره بأي وجه في الدين والدنيا وهو من أجل الطاعات والانتفاع بالناس،. فيما يحتاج اليه ديناً ودنيا.
  الثالثة الأنس والاستئناس بالعلماء وأهل الصلاح فإنه مما ينشط للاجتهاد في الطاعات بحسب حال من يخالطه، ومهما كان في الوحدة وحشة ففي المجالسة ترويح القلب لكن ذلك يختلف باختلاف الاشخاص والأحوال ولهذا قال ÷ «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل وليحرص من أراد ملاقات غيره ان لا يكون حديثه إلا عن أحوال الدين لا غير».
  الرابعة نيل الثواب وأنالته كحضور الجمع والجماعات فإنه لا رخصة في تركها إلا لعذر وعيادة المرضى وتشييع الجنائز وادخال السرور على المؤمنين فينال الثواب بذلك بفعله لهم وينالونه بفعلهم له الخامسة التواضع لأهل الصلاح فإنه من اعظم القرب فليحذر المعتزل ان يكون سبب اعتزاله التكبر عن المخالطة وعلامته محبة الجاه والثناء: السادسة ما يستفاد من التجارب والممارسة لأن من لم تحنكه(١) التجارب يبقى غراً(٢) مع أنه يكفيه البعض ليقيس عليها ما يرد عليه من الأمور، ومنها وهو أهمها أن يجرب
(١) وحنكه تحنكاً ذلك حنكه والحنك محرك باطن اعلا الفم انتهى قاموس والمعنى من لم تتابع عليه التجارب يبقى غراً والله اعلم.
(٢) وغري به كرضي غرا وغراء ولع به انتهى قاموس.