فصل
  نفسه في أخلاق باطنه وصفاته، وعلى الجملة ان الله سبحانه وله الحمد والثناء قد خلق للعبد العقل الذي يميز به بين الحسن والقبيح والمصالح وضدها، فليأخذ في كل أموره بالوسط المحمود وكل ما كان مقرباً الى الله تعالى سالماً عن الشوائب ان المقصد الأسنى والفوز الأعلى الموصل الى رضاء الله تعالى، نسأل الله تعالى ان يمنحنا به انه سميع قريب آمين.
فصل
  وأما (مجالسة الصالحين) فهو التاسع من الاخلاق الثمانية عشر. اعلم أنه (قد تقدم ما في الخلوة من المصلحة وإنها ربما لا تمكن فاذا لم يتمكن منها العبد ولم تساعده نفسه عليها فعليه بمجالسة أهل الصلاح فإنه لا بد للمجالس ان يكتسب من قرينه ومجالسه ويأخذ من خلائقه وطرائقه قصد الى ذلك أو لم يقصد) ولهذا قيل شعراً:
  عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن أشكل
  (فلذلك ينبغي أن يعمد الى من ترتضي خليقته وتحمد طرائقه فيجعله قرينه وأنيسه وخليطه وجليسه ليكون اخذه من