رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 344 - الجزء 1

  الملك وأهله سقطة لا تنعش واذا دخلت مجلساً فأبدأ بالسلام ولا تتخط من سبق واجلس حيث السعة وفيما هو أقرب الى التواضع وأن تحيي بالسلام من قرب منك وتغيث الملهوف وتعين المظلوم وترشد الضال وترد السلام وفي هذه أيضاً آداب لمن كان جالساً على طريق وان كان لا يحسن ومنها غض البصر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجانبة الكذب وصيانة السر وترك الملاعنة والكلام السيء فاذا كان من غيرك فتغافل عنه وان جالست العامة فأترك الخوض معهم في كل حديث غير مرض وإياك وكثرة المزاح فإنه يميت القلب ويباعد عن الرب ويورث الغفلة والمذلة وتظلم منه السرائر وتكثر العيوب والذنوب وإياك أن تفشي سر الملوك أو تقدح في ملكهم فتهلك إلا أن يلطف الله بك فهو اللطيف الخبير.

  (وليحذر من مجالسة من لا تقوى له ولا صلاح، فإن ذلك من دواعي الشر)، وقد حذرمن ذلك الحديث النبوي وهو كما (قال رسول الله ÷ «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك اما ان يجديك) بالجيم والدال أي يعطيك من مسكه (وإما أن تبتاع منه وأما أن تجد ريحاً طيباً، ونافخ الكير أما أن يحرق ثيابك وأما أن تجد منه ريحاً خبيثة» رواه البخاري ومسلم) وروى ابو داود والنسائي بمعناه قال في التصفية قال ÷ «من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه