فصل
  الله أطولكم جوعاً» وفي خبر سيد الأعمال الجوع (ولعظم موقع الشبع في المضرة قيل الآفات كلها مجموعة في الشبع والخيرات كلها مجموعة في الجوع) وقال الرسول ÷ «الفكر نصف العبادة وقلة الطعام هي العبادة» وفي خبر أن رسول الله ÷ كان يجوع من غير عوز أي مختاراً له وقال ÷ «إن الله ليباهي الملائكة بمن قل طعامه في الدنيا يقول انظروا الى عبدي ابتليته في الدنيا بالطعام والشراب فتركها أشهدوا يا ملائكتي أن ما من أكلة يدعها إلا أبدلته بها درجات في الجنة» وفي حديث أسامة عن الرسول ÷ «أقرب الناس من الله يوم القيامة من طال جوعه وعطشه وخزنه في الدنيا، الاخفياء الاتقياء» وعنه ÷ «أديموا قرع باب الجنة يفتح لكم» قلت وكيف نديم قرع باب الجنة قال بالجوع والظمأ (وعن أمير المؤمنين # في عدد آفات الشبع انها قدر سبع وعشرين آفة يقسي القلب ويضر الجسد ويذهب البهاء وينسي الرب ويمحق الدين ويذهب باليقين وينسي العلم وفيه ترك الادب وركوب المعاصي واحتقار الفقراء ونقصان العقل وذهاب السخاء وزيادة البخل وثقل النفس وزيادة الشهوات وقوة الجهل وكثرة الكلام والفضول وحب الدنيا وكثرة الضحك ويهيج دعاة السوء وينسي ذكر الموت ويهدم الصلاة ويقلل الاخلاص ويطيل النوم ويكثر الغفلة ويفرق الاصحاب ويكثر الغم يوم القيامة مع طول الحساب الى غير ذلك من الرذائل وفي الجوع