رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 399 - الجزء 1

  (ليست بلائقة) وحقيقة البدعة هي الزيادة في الدين أو النقص منه فكل ما أحدث وليس له أصل من الكتاب أو السنة النبوية فهو بدعة يصدق على من أحدثها قوله ÷ «من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة» كما يصدق على من سن سنة حسنة موافقة لما جاءت به الشريعة قوله ÷ «من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة» الخ أو كما قال (ثم يتعلم من الشريعة ما أمكنه ويتأدب بأدابها ويرجع فيما التبس عليه الى أهل المعرفة نفسه على ذلك والعمل بمقتضاه) اعلم انه لما خلق الله العبد وجعل له العقل الذي يتركب عليه التكليف اوجب عليه اتباع عقله في العقليات وطريقها التفكر، ثم لما زاد الله تعالى في الحجة على عباده وأكمل لهم النعمة العظمى بإرسال الرسل وانزال الكتب اوجب عليهم معرفة ما جاء به الرسل.

  فيتحتم على كل أحد معرفة الواجب ليفعله والمحظور ليتركه والندب والكراهة والاباحة كل بمقتضاه فيجب على من لم يعلم أن يتعلم ويطلب العلم حيث كان ويجب على من يعلم أن يعلم من طلبه منه وأن يأمر بما علمه معروفاً وينهى عن ما علمه منكراً.

  وقد ورد في كتاب الله تعالى والسنة النبوية في طلب العلم نحو من خمسين آية ومن الاخبار النبوية قدر ستين خبراً فليطلب ذلك من شاء في مظانه وفي مقدمة الرضوان كثير من ذلك (ولا يغفل عن علم الطريقة فإنها العلم النافع في الحقيقة) وأعظمها تصفية للباطن بالاخلاص والتنزه عن الرياء والكبر والعجب والفخر