رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 400 - الجزء 1

  والمباهاة والتكاثر واضرها حب الدنيا الوارد فيه «حب الدنيا رأس كل خطيئة» وقد تقدم في كل من هذا ما يغني من كان له قلب أو ألقى السمع⁣(⁣١) وهو شهيد.

  وليعلم أن جميع العلوم الظاهرة تتوقف على اصلاح الباطن فلذا انه من أهم المهمات في تقديمه على غيره فأولا معرفة الله كما تقدم ثم الاهم فالأهم كمعرفة الاخلاص واصلاح النية لتوقف الاعمال عليها ثم كذلك (واذا اعترض له واجب ومندوب قدم الواجب) وجوبا عليه تقديمه متحتماً (و) كذا (اذا اعترضت له واجبات متعددة قدم الاهم فالأهم منها كفرض العين) فإنه يجب تقديمه (على فرض الكفاية) مثاله تقديم احدى الصلوات الخمس على صلاة الجنازة لا سيما عند ضيق وقتها (والمضيق على الموسع) وكذلكما يخشى فوته على غيره كأنقاذ الغريق على الصلاة ونحوها وحق الأدمي على حق الله تعالى كل ذلك، مفصل في كتب الفقه (وليعلم أن المقصود هو الدين لا الدنيا) وأعلم أن النفس تميل كل الميل الى الدنيا ويعضدها الشيطان والهوى والسعيد كل السعيد من غلبها ووطن نفسه على عدم حب الدنيا (فلينزلها منزلتها) إذ هي بالنسبة الى الآخرة كلا شيء (فإنها دار مجاز وان الآخرة) هي (دار القرار) فلينظر العاقل بعين بصيرته كم الفرق بين الدارين وكم بين الفاني والباقي وبين ما للدنيا من الاعمال وما هو للآخرة لأن جميع الأعمال الصالحة الخالصة من


(١) السمع الوعظ وهو شهيد حاضر بالقلب انتهى. جلالين.