فصل
  الله تعالى العصمة والتثبيت) بسبب النصح منه في توبته.
  وأما الأول فأن توبته فاسدة لارتكابه الشهوة عند عروضها فأين التوبة منه وأين هو منها.
  وأما الثاني فإنه في مكابدة وعلى خطر، والعبرة بالخاتمة والاعمال بخواتيمها، فالله المسؤول ان يحسن الختام ويرضى علينا بحق محمد سيد الأنام وآله الغر الكرام صلوات الله وسلامه عليه وعليهم آمين (نعم يجب على العبد الصبر على التوبة والتمسك على سبيل الاستمرار بها والتوقي) البالغ (لأن يصرفه الشيطان بتسويل أو دعائه الى الشهوة) فيركبها (أو حب المال) فيميل اليه (أو حب الشرف) والجاه فيغتر به (فكل واحد منها) يعني الشهوة وحب المال وحب الشرف (قاطع للتائب عن التوبة) ومفسد لها (فالشهوات تدعو الى ما يلذ السمع والبصر والشم وفي المطعم والمشرب والمنكح والملبس) فهذه دواعي الشهوة وكل واحد منها يحتاج الى الجهاد الأكبر والاحتراز لئلا يكون غير موافق لمراد الله فيفسد التوبة ويدعو الى الوبال (وما تدعو إليه) الشهوات الوبية (الكسل لأن أصله حب الراحة) في دار البلوى التي من حقها التشمير الى ما يوجب النجاة والفوز بالمطلوب فليست للراحة ولذا كان الرسول ÷ يقول «وأعوذ بك من العجز والكسل» وكان يتعوذ منه كثيراً (وهي) أي الشهوات (أشد دعاء الى الكلال(١) لأن منشأها من النفس الامارة بالسوء ويؤيدها الشيطان اللعين
(١) أي الى المتثاقل انتهى مختار ومثله في المصباح.