خاتمة الكتاب
  أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا}[الروم: ٩] الآية. ومن الاخبار النبوية ورد كثير في ذلك وهي كما قيل شعراً:
  ومن يأن الدنيا يكن مثل ممسك ... على الماء خانته فروج الأصابع
  القالع الثامن التأمل في المواعظ الواردة على لسان الأنبياء والفضلاء والحكماء الذين عرفوا قدرها فعاملوها بما يليق بها وتجنبوها وتركوها لأهلها فنجوا من شرها لعقول وافرة وعزائم صادقة.
  القالع التاسع رياضة النفس أولا تدريجاً في التخلص منها اذا كان العبد قد دخل فيها فيقطع علائقها واحداً واحداً مع الاهتمام بذلك وعدم التواني ولا يظن أنه يخوض فيها وفي نعيمها ببدنه وقلبه مظهر من حبها فإنما هذه مكيدة من مكائد الشيطان قد أهلك بها كثيرين لأن من ذاق نعيم الدنيا ولع به حتى يألفه ويحبه وهذا هو حب الدنيا.
  ولذا قال(١) الرسول ÷ «إنما مثل صاحب الدنيا كمثل الماشي على الماء هل يستطيع الماشي في الماء ان لا تبتل قدماه» رواه في التصفية فكذلك ملابسة الدنيا.
  القالع العاشر العزم الصادق الذي لا تفله تسويفات النفوس وخيالات الشياطين وطول الآمال المهلكة والاستعانة بالله سبحانه فيلجأ اليه العبد في قلع حب الدنيا من قلبه غاية اللجاء وليحذر العبد (من) جميع (غرائزه) أي
(١) أخرجه البيعي في الشعب عن انس ولفظه هل من أحد يمشي على الماء لا تبتل قدما ف كذلك صاحب الدنيا لا يسلم من الذنوب.