رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

خاتمة الكتاب

صفحة 449 - الجزء 1

  غرائز قلبه (المذمومة - و) يطهره (بأن يغرس فيه) خمس خصال محمودة: الأولى (الاخلاص) لله في كل أقواله وأفعاله بنية قوية خالصة عن كل ما يشوبها من الرياء وحب الثناء والسمعة والمباهاة وطلب الجاه وكل حظ من حظوظ الدنيا المذمومة بل يكون العمل خالصاً لله تعالى امتثالاً لأمره ø وطلباً لرضاه.

  (و) الثانية أن يلزم نفسه (التواضع) فإن أبت عليه علم ان قد دخل فيها داء الكبر فليهضمها بجده واجتهاده فيفعل كل ما أبت عنه من أفعال المتواضعين من أمثاله بلا تفريط مخل ولا أفراط حتى يحل فيها التواضع فإنه أعلى الخصال الحميدة.

  (و) الثالثة (النصيحة) في كل أموره لله ø ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فيحذر غاية الحذر من كل غش وخيانة ناظراً الى خسهما عقلا وما ورد فيها شرعاً.

  (و) الرابعة يلزم نفسه (الشفقة) على غيره من اخوانه المؤمنين للأخبار النبوية الواردة في ذلك أن الله تعالى يرحم الرحماء وقوله (من لا يرحم لا يرحم) وقوله (انصر أخاك ظالماً ومظلوماً).

  فأما المظلوم فبإعانته على أخذ حقه، وأما الظالم فبإرشاده الى كف ظلمه وليجهد نفسه في طلب الخصلة العليا التي صارت جامعة لكل محمود بريئة عن كل مذموم (و) هي (حسن الخلق) وهي الخصلة الخامسة.

  اعلم ان هذه الرتبة العظيمة هي صفة سيد الانبياء وأفضل أعمال أهل الصدق من الائمة الأولياء وهي ثمرة مجاهدة أهل التقوى ورياضتهم التي ترفع من لزمها الى فوق مرامه كما ان الاخلاق السيئة هي السموم القاتلة والدواهي المهلكة والمخازي الفاضحة