خاتمة الكتاب
  لأنها تبعد من جواز رب العالمين ومحاسن الاخلاق توصل صاحبها درجة المقربين الفائزين برضوان الرؤوف الرحيم وحقيقة حسن الخلق: عن أمير المؤمنين رضوان الله عليه انه قال: حسن الخلق في ثلاث: اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسع على العيال.
  وقد ذكروا حقائق اخرى تميل الى بيان حكمة لاماهيته قال الامام يحيى رضوان الله عليه في تصفيته: والمختار أنها عبارة عن هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال الحميدة بسهولة وتسوي من غير حاجة الى ذكر وروية انتهى.
  فعلى العبد أن ينظر في نفسه فإن كان كذلك من أصل الطبيعة صدقاً لا غروراً إذ الانسان لا يعلم عيب نفسه فيلزمه امتحانها في كل خلق من الاخلاق الحميدة كلها التي ذكرناها سابقاً فإذا تيقن ثباتها في كل خلق محمود حمد الله واثنى عليه حيث كفاه مشقة الرياضة لتحصيلها في نفسه وقلع أضدادها من الأفعال المذمومة إذ هو الجهاد الأكبر وان لم يتيقن ثباتها في كل خلق محمود وبراءتها عن ضده فعليه الرياضة في اصلاحها حتى يصير حسن الخلق فيه كاملاً وفي الحقيقة أن حسن الخلق صلاح الباطن بأستكمال طهارته من كل رذيلة وثباته في كل حميدة ومما تقدم ذكره كما أن الخلق كمال الصورة الظاهرة وحسنها في كل حال وأمهات حسن الخلق ربع الحكمة والشجاعة والعفة والعدل كما حكاه الامام يحيى # لكنه لا يكمل إلا بكل الخصال فاذا كمل في العبد صار سعيداً قريباً من الله بقدر كماله في ذلك ولذا قال الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله