خاتمة الكتاب
  {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}[القلم] قالت عائشة كان خلقه القرآن ومدح الله تعالى حسن الخلق في آيات كثيرة من كتابه الكريم كقوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}[آل عمران] وقوله {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ١٩٩}[الأعراف] وقوله حاكياً حكمة لقمان: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٧ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}[لقمان: ١٧ - ١٨] فقد أشار الله تعالى في هذه الآيات الى شرائف الخصال من حسن الخلق والقرآن العظيم كله دال الى مكارم الاخلاق ومن الاخبار ما رواه الامام يحيى بن حمزة في تصفيته قول(١) رسول الله ÷ «بعثت لأتمم مكارم الاخلاق» وقوله(٢) ÷ «أثقل ما وضع في الميزان الخلق الحسن» «وجاء(٣) رجل الى رسول الله ÷ من بين يديه فقال يا رسول الله ما الدين فقال الخلق الحسن. ثم أتاه من قبل يمينه قال ما الدين قال الخلق الحسن. ثم أتاه من قبل شماله فقال ما الدين قال حسن الخلق. ثم أتاه من ورائه فقال ما الدين قال حسن الخلق.
  فقال يا رسول الله ما الدين فالتفت اليه فقال ألا تفقه هو أن لا تغضب» وقال ÷:
(١) اخرجه الحاكم في المستدرك والبيهي في سننه عن ابي هريرة ولفظه بعثت لأتمم صالح الاخلاق.
(٢) اخرجه ابن حبان عن أبي الدرداء ولفظه اثقل شيء في الميزان الخلق الحسن.
(٣) أخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلوة عن الغلاء بن الشخير مرسلا قاله المنذري.