فصل
  كعب (ومن أمعن النظر في ذلك) أي في عدم احضار القلب حال العبادة (وجد سببه ما تقدم ذكره) سابقاً (وهو سبب الغفلة عن هم الموت مع تيقن السعي اليه وعن هم ما بعده مما يدهش الالباب ويوجب مداومة الانتحاب) قوله يدهش الالباب أي يذهل العقول والانتحاب شدة البكاء وكيف لا يوجبه ممن لا يعلم متى يهجم عليه هادم لذاته ثم يصير الى بيت الظلمة والدود والاهوال في اللحود ولا يعلم ما يلقاه يوم الطامة المفضية الى دار الخلود (ولعل السبيل الى التحفظ عن تلك الشواغل) الصارفة لاحضار القلب (في حال الصلاة التي هي عماد الدين) قال في الشفاء للأمير الحسين رضوان الله عليه ومما ذكره في الصحاح عن النبي ÷ انه قال «الصلاة مرضاة للرب وحب للملائكة وسنة الانبياء ونور للمعرفة وأصل للايمان واجابة الدعاء وقبول الاعمال وبركات في الرزق وراحة في البدن وسلاح على الاعداء وكراهية للشيطان هذه في الدنيا وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت وسراج في قبره وفراش تحت جنبه وجواب على منكر ونكير ومؤنس وزائر معه الى القيامة هذه بعد الموت وقبل القيامة فاذا كان يوم القيامة كانت ظلا فوقه وتاجاً على رأسه ولباساً على بدنه ونوراً يسعى بين يديه وستراً بينه وبين النار وحجة للمؤمن بين يدي الله تعالى وثقلا في الميزان وجوازاً على الصراط ومفتاحاً الى الجنة لأن الصلاة تسبيح وتهليل وتحميد وتقديس وتعظيم وقراءة ودعاء وتمجيد لأن