رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 53 - الجزء 1

  تغلق دونها أبواب السماء ثم تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها» انتهى وعنه ÷ «خمس صلوات افترضهن الله من احسن وضوءهن وصلاهن بوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد ان يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد» وعنه ÷ «مفتاح⁣(⁣١) الجنة الصلاة» (هو) هذا جواب لقوله لعل السبيل الى التحفظ عن تلك الشواغل (ان يصرف العبد ذهنه الى ان قيامه للوضوء والصلاة انما هو لخطاب ملك الملوك والاعتذار اليه من التقصير وفي الحياء منه في أحواله السابقة) والتذلل له والتخشع والتضرع وجلب ما يجلب الخوف منه جل وعلا حتى يصلي القلب بنيران الخوف الصادق فتتبادر من العيون دموع اللجا من شدة الخوف والرجاء فيغتذي من أنهاره العذبة المقرونة باليقين بالوعد الرغيد أي الواسع ما يعدل به نار الوعيد والشديد فيحثه ذلك على التشمير في الجد في الأعمال المرضية التي هي مراد باري البرية كما قيل شعراً:

  واذا حلت الهداية قلباً ... نشطت للعبادة الاعضاء

  (وليطلب) العبد المقصر فيما مضى من الازمان (منه) أي من ربه (العفو والمسامحة والاحسان) وينوي بفعله ذلك


(١) اخرجه احمد وابن حيان بلفظه عن جابر مع زيادة في آخره. وهي مفتاح الصلوة الطهور.