رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 66 - الجزء 1

  والنسائي وابن حبان في صحيحه بنحوه وعن ابي اليسر ان النبي ÷ قال: (منكم من يصلي الصلاة كاملة ومنكم من يصلي النصف والثلث والربع والخمس حتى بلغ العشر رواه النسائي بإسناد حسن.

  قلت: وهذا كله القصد به ان يأتي العبد بالصلاة ويحضر قلبه فيها ملازماً على الخشوع حتى يستكملها على هذه الحالة فيكتب له اجرها كاملا فإن قصر كتب له بقدر ما أحضر قلبه وخشع فيها وأما نفس الاجزاء اذا أتى بها كاملة الاركان والاذكار خالية عن وجوه الفساد فقد أجزأته وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره لعبده الضعيف لكنه قد قال الله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢}⁣[المؤمنون] وقال تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ٤٥ الَّذِينَ يَظُنُّونَ}⁣[البقرة: ٤٥ - ٤٦] أي يتيقنون {أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ٤٦}⁣[البقرة] وحقيقة الخشوع هو الخوف الدائم وسكون البدن وفي المنذري عن ابن عباس ¥ قال: قال رسول الله ÷ «انما اتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصراً على معصيتي وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب ذلك نوره كنور الشمس أكلأه بعزتي واستحفظه ملائكتي اجعل له في الظلمة نوراً وفي الجهالة حلماً ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة» رواه البزار.

  وعن ابي الدرداء ¥ عن النبي ÷ «أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا يرى فيها خاشعاً رواه الطبراني بأسناد حسن. وعن ابن