رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 69 - الجزء 1

  وهي جهة الكعبة المشرفة لقول الله تعالى {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}⁣[البقرة: ١٤٤] (تعبداً لخالق السماوات ورافع سمكها) وممسكها بلا عمد سقفاً محفوظاً، قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ⁣(⁣١) فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ⁣(⁣٢) ٣ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا⁣(⁣٣) وَهُوَ حَسِيرٌ⁣(⁣٤) ٤}⁣[الملك] لكثرة اجالته فيها ولا يجد شيئاً من الخلل هذا مع أن لونها أعون لون على تقوية البصر لئلا يضر البصر المنقلب فيها للتفكر (و) خالق (الأرض وساطحها قراراً للورى) مكاناً ومستقراً لا بد لهم منه قال شارح الأساس: واذا تأملت العالم وجدته كالبيت المبني المعتد فيه جميع عتاده⁣(⁣٥) فالسماء مرفوعة كالسقف والأرض ممدودة كالبساط والنجوم منظومة معلقة كالقناديل والجواهر مخزونة في معادنها والإنسان كالملك المخول لجميع ما في البيت من ضروب النبات والحيوانات وهي مهيئة كلها مصروفة في مصالحه.

  قلت: ففي التفكر في هذا واختلاف الليل والنهار ما يضطر ذوي العقول على عظمة خالقها واستحقاقه للتوجيه بالعبادة اليه والتذلل والخضوع بين يديه (حال كوني حنيفاً أي مائلاً بنفسي عن كل دين غير هذا الدين) أي دين محمد ÷


(١) اي اعوجاج اي رد.

(٢) اي شقوق وصدوع وخلل.

(٣) أي صاغراً ذليلاً.

(٤) اي كليل منقطع.

(٥) العتيد الحاضر، المهيأ انتهى مختار.