فصل
  (مسلماً أي مستسلاً منقاداً لأمر ربي) مخلصا له ديني.
  (وما أنا من المشركين لغيره في عبادتي له) كما يفعله المشركون (ان صلاتي أي عبادتي هذه) التي توجهت بها (ونسكي) أي وكل ما أتقرب به في حج وغيره (ومحياي أي وحدوث محياي بخروجي الى الحيوانية من الجمادية) أي في ابتداء خلقي (ومماتي أي خروجي الى الموت بعد الحياة) وفي الكشاف: وما آتيه في حياتي وما أموت عليه من الايمان والعمل الصالح (لله رب العالمين أي حصلا بأقداره) وفي الكشاف: خالصة لوجهه (لا شريك له أي في عبادتي له واقتداره على محياي ومماتي وبذلك) من الاخلاص له (أمرت أي بأعتقاد عدم الشريك والعلم بأختصاصه بذلك) دون غيره (وأنا من المسلمين أي المنقادين لأمر الله) المخلصين له عبادتهم (ثم يحمد الله الذي هداه وأقدره على ذلك) اذ هما نعمتان عظيمتان الهداية والتمكين بما يكون به الفوز الأكبر (ونزهة عن مقالة المشركين) قلت وهذه والله اكبر النعم على الاطلاق اذ ما سواها بالنسبة اليها لا شيء (فيقول الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً) أي لم يكن له ولد كما زعمته النصارى واليهود (ولم يكن له شريك في الملك) أي في الألوهية كما زعمه المشركون (ولم يكن له ولي) ينصره (من) أجل (الذل) أي لم يذل فيحتاج الى ناصر (بل هو القاهر لكل قاهر) والقادر على كل قادر فما سواه معه كلا شيء اذ هو موجد الاشياء من العدم والمتصرف فيها كيف يشاء ﷻ في حال وآت وقدم.
  فينبغي للمصلي أن (يحضر قلبه لقصد هذه المعاني)