رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 87 - الجزء 1

  عند التسليم حتى يرى من خلفه بياض خده⁣(⁣١) وكذا على الشمال فيقول السلام عليكم ورحمة الله (ناوياً من أمر التسليم عليه من الملائكة) في الجانبين (والمؤمنين الداخلين معه في صلاة الجماعة ان كانت) يعني الجماعة وبهذا يخرج من صلاته (فيؤدي المصلي صلاته على هذه الكيفية) التي تقدم ذكرها (من احضار قلبه) حال صلاته (وقصد تلك المعاني) السابقة (يرجى له قبول صلاته) التي صلاها على هذه الصفة (ومن قبلت صلاته فقد فاز فوزاً عظيماً وعظم الاثابة عليها) الكاملة وذلك مراد الله تعالى اذ ما كلف العبد الا ليثيبه الثواب الجزيل الذي تلك العبادة بالنظر اليه لا شيء لانقضائها وبقائه وعظمه وقال الله تعالى {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٧}⁣[السجدة] وعن النبي ÷ «ان في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» (و) بهذه الصلاة (يتعقب الانزجار عن المعاصي المحيط لها) لقوله تعالى {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}⁣[العنكبوت: ٤٥] قال في حياة القلوب: وهي هذه الصلاة المؤداة على هذا الوجه أكبر في الزجر عن الفحشاء من نهي الناهين وزجر الزاجرين أي أكبر تأثيراً في الانزجار عن المعاصي قلت: ولما روي عن النبي ÷ حين قيل له ما معناه أن فلاناً يفعل كذا وكذا من المعاصي إلا أنه يصلي.

  فقال: إن


(١) الخد والخدتان بالضم ما جاور مؤخر العينين أو اللذان يكتنفان الأنف عن يمين وشمال انتهى قاموس.