رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 90 - الجزء 1

  اعتزاز وهزة⁣(⁣١) وفرح وركون الى ما اعتقده ولهذا قال النبي ÷ «أعوذ بك من نفخة الكبرياء» قال وهذه هي خلق الكبر الباطنة وأما الأعمال الظاهرة فالترفع على غيره في المجالسة والمؤاكلة وان من حقه ان يخدمه غيره. ويقوم بين يديه واذا وعظ استنكف عن قبول الوعظ وان رد عليه أحد كلامه غضب وإن علم لم يرفق بمن علمه بل يشتد عليهم وينظر إلى العامة كما ينظر الى الحمير استخفافاً واستحقاراً لأحوالهم وقد قيل فيه حقيقة نبوية: ان الكبر غمص الناس وبطر الحق فهذا هو الكبر وآفته عظيمة فقل من ينجو منه من الخواص كالعلماء والزهاد والعباد فضلاً عن غيرهم.

  (تنبيه) في ما ورد في الكبر من كلام الله ورسوله ÷ قال الله تعالى {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ⁣(⁣٢) ٣٥}⁣[غافر] وقال تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ⁣(⁣٣) الْحَقِّ}⁣[الأعراف: ١٤٦] وقال تعالى {وَاسْتَفْتَحُوا⁣(⁣٤) وَخَابَ⁣(⁣٥) كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ١٥}⁣[إبراهيم] وقال {فَادْخُلُوا


(١) الهزة بالكسر النشاط والارتاح. انتهى. مختار.

(٢) عن قبول الحق والهدى انتهى مقياس.

(٣) عن الاقواد بآياتي انتهى مقباس.

(٤) اي استنصروا انتهى مقباس.

(٥) اي خسر عند الدعا من النصيرة انتهى مقباس.