فصل
  بولس(١) تعلوهم نار الانيار ثم يسقون من طينة الخبال(٢) وهي عصارة أهل النار (وأما الكبرياء فهو) أن يعتقد لنفسه (استحقاق أعلى مراتب التجليل فلا يوصف بها غيره) أي الله (تعالى) وقد تقدم ما ورد فيه (والكبر من القبائح الموبقة) أي المعاصي المهلكة (لما في القرآن والسنة والزجر عنه و كفى بالخبر المشهور «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» رواه مسلم والترمذي وفي هذا الحديث أن رجلا قال للنبي ÷ ان الرجل يجب ان يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً قال ÷ «ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس») قلت فتقدم هذه الحقيقة على غيرها لأنها من كلام من لا ينطق عن الهوى فتحفظ (بطر الحق دفعة ورده) يعني عدم قبوله (وغمط الناس وغمصهم احتقارهم وازدراؤهم) ومن أدوية الكبر مجاهدة النفس بالتواضع (قال ÷ «من تواضع لله درجة رفعة الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين ومن تكبر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في اسفل سافلين، ولو أن احدكم يعمل في صخرة صماء ليس عليها باب ولا كوة لخرج ما غيبه للناس كائناً ما كان» رواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه) وعن
(١) بولس بضم البا الموحدة وسكون الواو وفتح اللام بعدها سين مهملة.
(٢) والخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة. انتهى منذري.