فصل
  عمر: ايها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله ÷ يقول من تواضع لله رفعه الله وقال: انتعش(١) نعشك الله فهو في أعين الناس عظيم وفي نفسه صغير ومن تكبر قصمه الله.
  وقال «أخسا(٢) فهو في عين الناس صغير وفي عينه كبير.» رواه الطبراني وهو في الترغيب والترهيب.
  وفيه ايضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷ «من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله ومن ارتفع عليه وضعه الله».
  رواه الطبراني في الأوسط وفي التصفية للامام المؤيد بالله يحيى بن حمزة رضوان الله عليه قال الرسول ÷: ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد إلا رفعه الله.
  وقال ÷: ما(٣) أحد إلا ومعه ملكان وعليه حكمة(٤) يعني كاللجام للدابة يمسكانه فإن هو رفع نفسه جذباها ثم قالا اللهم ضعه وان وضع نفسه قالا اللهم ارفعه.
  وقال ÷: «طوبي(٥) لمن تواضع من غير مسكنة
(١) نعشه الله رفعه انتهى مختار والمعنى ارتفع عن الكبر يرفعك الله.
(٤) يعني: اخضع.
(٣) اخرجه الطبراني والبزار عن ابن عباس.
(٤) الحكمة ما يعل في رأس الدابة كاللجام ونحوه وهي بفتح الحاء المهملة والكاف انتهى منذري.
(٥) اخرجه البخاري في تاريخه والبغوي والباوردي وابي قانع والطبراني في الكبير والبيهقي في سننه عن ركب المصري مع زيادة في آخره وهي طوبى لمن ذل نفسه وطاب كسبه وحسنت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه وانفق الفضل من ماله وامسك الفضل من قوله انتهى.