رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

باب

صفحة 122 - الجزء 1

باب

  (والعجب) حقيقته (هو مسرة بحصول أمر يصحبها تطاول جله على من لم يحصل له مثله بقول أو فعل أو ترك أو اعتقاد) وقيل استعظام النعمة والمحبة لها والركون اليها مع نسيان اضافتها الى المنعم جل وعلا كعلم أو زهد أو عبادة أو دنيا أو أي نعمة ولا يكون معجباً ان خاف على زوالها أو تكدرها ولا اذا كان مسروراً بها من حيث أنها نعمة الله إلا اذا أضافها الى نفسه كقول قارون «أنما أوتيته على علم عندي» (وقد ورد الشرع بتحريمه وانعقد الاجماع على حظره وقيل فيه انه من محبطات الطاعة وكفى في تفظيع⁣(⁣١) بتوبيخ الله تعالى جند الحق على الاعجاب بما هو حاصل لهم حيث قال الله تعالى {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ}⁣[التوبة: ٢٥] الآية، وقال تعالى {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ}⁣[الحشر: ٢] وقال تعالى {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤}⁣[الكهف] وهذا راجع الى العجب بكل عمل وقد يكون فيه العامل مخطئاً ولا يشعر.

  (و) من الاخبار (بقوله ÷ «بينا رجل يمشي في حلته⁣(⁣٢) تعجبه نفسه مرجل شعره) أي


(١) قطع الأمر من باب ظرف فهو قطيع اي شديد شنيع انتهى مختار.

(٢) الحلة بالضم لا تكون الأبويين من جنس واحد والجمع حلل مثل غرفة وغرف انتهى مصباح.