باب الأذان
  وأذن بهما علي بن الحسين [١٠٠] و (ابن عمر) في أذانهما(١) وصححه ابن حزم عن أبي امامة [١٠١]، قال سعد الدين حي على خير العمل ثابت(٢) على عهد رسول الله ÷ و (عمر) وهو الذي أمر أن يكف الناس عن ذلك مخافة أن يتثبط الناس عن الجهاد ويتكلوا على الصلاة [١٠٢].
  قلت: ويرفع المؤذن صوته لقوله ÷ «يغفر للمؤذن مد صوته»(٣) [١٠٣].
  (العترة والفقهاء الأربعة) يؤذن قائما مستقبلا لعادة السلف.
  قوله: وزاده(٤) الخ قال في الشفاء: وعن ابن أبي شيبة بإسناده عن نافع عن ابن عمر انه ربما زاد في أذانه حي على خير العمل ويقول هو الأذان الأول - وأخرجه البيهقي، وفي الأصول عن ابن عمر انه كان يقول في أذانه حي على خير العمل - وعن نافع عن (ابن عمر) مثله ورواه في شرح التجريد عن نافع.
  قوله: وأذن بهما عن (الصادق) قال: كان علي بن الحسين إذا قال: حي على الفلاح حي على الفلاح قال: حي على خير العمل حي على خير العمل،:قال وكانت في الأذان فأمرهم (عمر) فكفوا عنها مخافة أن يثبط الناس عن الجهاد ويتكلوا على الصلاة - رواه في العلوم والشفاء، وفي الشفاء والأصول وشرح التجريد عن زين العابدين انه كان يقول إذا بلغ حي على الفلاح حي على خير العمل ويقول هو الأذان الأول - وأخرجه البيهقي ورواه في المجموع بدون هو الأذان الأول.
  قوله: وصححه الخ قال المحب الطبري في إحكام الأحكام ما لفظه(٥): ذِكْرُ الحيلة بحي على خير العمل: عن صدقة بن يسار عن أبي امامة انه كان إذا أذن قال: حي على خير العمل - أخرجه سعيد بن منصور، وروى ابن حزم في كتاب الإجماع عن ابن عمر أنه كان يقول في أذانه حي على خير العمل -، وفي كتاب التلويح(٦) المغطائي، وأما حي على خير العمل فذكر ابن حزم انه صح عن (ابن عمر) وأبي امامة أنهما كانا يقولان في أذانهما حي على خير العمل -، قال غلطاني: وكان علي بن الحسين يفعله.
  قوله: قال سعد الدين التفتازاني: حي على خير العمل ثابت على عهد رسول الله ÷ وان عمر هو الذي أمر أن يكف الناس عن ذلك مخافة أن يتثبط الناس عن الجهاد ويتكلوا على الصلاة - ذكره في حاشيته على شرح العضد(٧)، قال (الهادي) في الأحكام وقد صح لنا أن حي على خير العمل كانت على عهد رسول الله ÷ يؤذن بها ولم يطرح إلا في زمن (عمر) فانه أمر بطرحها وقال أخاف أن يتكل الناس على ذلك - اهـ قال في التخريج: وحكى سعد الدين التفتازاني في حاشيته على شرح العضد عن (عمر) انه كان يقول ثلاث كن على عهد رسول الله ÷ أنا أحرمهن وأنهى عنهن متعة الحج ومتعة النكاح وحي على خير العمل - اهـ، وذكر في العلوم أن يحيى بن زيد أمر بها وان أبا جعفر كان يقولها في أذانه - اهـ، قال في المنتخب: وأما حي على خير العمل فلم تزل في عهد رسول الله ÷ حتى قبضه الله - وفي عهد أبي بكر حتى مات وإنما تركها (عمر) وأمر بذلك فقيل له لم تركتها؟ فقال: لئلا يتكل الناس عليها ويتركوا الجهاد.
  قوله: يغفر للمؤذن الخ عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «يأتي المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة ينادون بشهادة أن لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله» هكذا في العلوم، وزاد في المجموع: «ولا يسمع المؤذن شيء إلا شهد له بذلك يوم القيامة ويغفر للمؤذن مد صوته وله من الأجر مثل المجاهد الشاهر سيفه في سيبل الله عز وجل»، وفي الباب عن أبي سعيد عند بخاري، وعن البراء عند أحمد والنسائي.
(١) الأولى واذن به ... الخ، وعبارة البحر: وزاده ابن عمر وعلي بن الحسين في أذانهما تمت.
(٢) لفظه في الروض: كان ثابتا تمت.
(٣) أي المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو قدرنا أن يكون ما بين أقصاه وبين مقام المؤذن ذنوبا له تملاء تلك المسافة لغفرها الله تعالى له فيكون هذا تمثيلا تمت من هامش الإعتصام.
(٤) هذا سهو من المؤلف | فلا وجود لهذه العبارة في الأصل لكن قد أشار إليه في قوله وأذن بهما ... الخ. تمت.
(٥) ما بين المعكوفين من الروض. تمت.
(٦) التلويح شرح الجامع الصحيح لعلاء الدين مغلطاني بن فليح الحنفي إمام الحنفية. تمت. روض ج/ ١ - ص ٥٤٢ - ط ٢
(٧) على مختصر المنتهى. تمت.