نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل

صفحة 145 - الجزء 1

  ثم مسجد الكوفة الملازمة الوصي # في الكوفة له وهو أفضل الأمة⁣(⁣١) [١٥٤]، وروي انه برك فيه سبعون نبيا⁣(⁣٢)، ثم ما كثرت فيه الجماعات، ثم ما ظهر فضل عامرها قياسا على مسجد الرسول ÷: (المهدي) معنى الأفضلية في ذلك كونه أوقع في اللطف فثواب العبادة فيه أكثر.

  والفرائض في المساجد أفضل، والنوافل في البيوت أفضل لقوله ÷ «النوافل في البيوت أفضل» [١٥٥] واجعل في بيتك قسطا من صلاتك [١٥٦]، وصلاة المرء في بيته أفضل من، صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة [١٥٧] عند أبي داود والترمذي، وأمره ÷ بني عبد الاشهل بالتنفل في البيوت [١٥٨] عند الترمذي ونسبه النواوي إلى الجمهور.

  تنبيه نُهيَ عن البيع والشراء فيها [١٥٩] إجماعا، وعن سائر المباحات لقوله ÷ «إنما المساجد لذكر الله والعبادة» [١٦٠]، (الناصر) ولا تغلق إلا في غير وقت الصلاة لقوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ}⁣[البقرة: ١١٤] الآية، ولا يسرج فيه المباح ولا خاليا.


  قوله: ثم مسجد الكوفة روي انه صلى في مسجد الكوفة⁣(⁣٣) سبعون نبينا⁣(⁣٤) - رواه في الشفاء والانتصار ودليل أفضليته ما له من الاختصاص بملازمة الوصي له #.

  قوله: النوافل عن النبي ÷ الله انه قال: «النوافل في البيوت أفضل» رواه في الشفاء والأصول، ولفظه في الانتصار «إذا فرغ من الفرض فالنوافل في البيوت أفضل».

  قوله: «واجعل في بيتك قسطا من صلاتك» ذكره في البحر وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «اجعوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا» قال في التخريج: أخرجه الستة إلا الموطأ.

  قوله: وصلاة المرء عن زيد بن ثابت أن رسول الله ÷ قال: «صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة» أخرجه ابوداود والترمذي، وعن جابر قال: قال رسول الله ÷: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فان الله جاعل في بيته من صلاته خيرا» أخرجه مسلم.

  قوله: وأمره ÷ الخ روى كعب بن عُجْرَة قال: صلى النبي ÷ في مسجد بني عبد الاشهل المغرب فقام قوم يتنقلون فقال النبي ÷: «عليكم بهذه الصلاة في البيوت» أخرجه الترمذي.

  قوله: ونهي عن البيع الخ روى وائلة بن الأسقع عن النبي ÷ انه قال: «جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشرائكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم، واعدوا على أبوابها المطاهر وجمروها في الجمع» رواه في الشفاء.

  قوله: إنما المساجد روي عن النبي ÷ انه قال لمن سأله عما يجوز فعله في المساجد؟ فقال: «إنما المساجد لذكر الله والعبادة» رواه في الانتصار، ورواية الشفاء «إنما بنيت المساجد لذكر الله ولأحكامه»، وفي رواية أخرى «إنما بنيت المساجد لذكر الله والصلاة».


(١) بعد النبي ÷ تمت.

(٢) في الأصل نبي، والصواب ما أثبتناه من البحر. تمت.

(٣) أي في مكانه سبعون نبيا لأنها إنما عمرت في زمان عمر اهـ شرح فتح قلت: يحتمل أن يكون قد سكنت سالفا في زمن الأنبياء السابقين تمت. حاشية شرح الأزهار ج / ١ - ص ٢٠٠ - ط ١.

(٤) في الجامع الكبير: في مسند علي عن حية العوفي قال: جاء رجل إلى علي فقال: إني أريد بيت المقدس لأصلي فيه فقال له علي: بع راحلتك وكل زادك وصل في هذا المسجد فإنه صلى فيه سبعون نبيا، ومنه فار التنور - يعني مسجد الكوفة، أخرجه أبو الشيخ. تمت. منار للمقبلي.