نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل

صفحة 147 - الجزء 1

  ويمنع الصبي ونحوه لقوله ÷ «جنبوا مساجدكم صبيانكم» الخبر فان امن التنجيس فلا حرج لحمله ÷ امامة، ودخول الحسنين إليه ÷ المسجد -.

  وندب مسح النخامة وتطييب مكانها بطيب لفعله ÷ [١٦٩]، وتطييب المحراب لعادة المسلمين، وعمدتهم حديث النخامة، وعقد الانكحة فيه، واجتماع المسلمين للنظر في مصلحة دينية إذ هو كالعبادة، والتدريس والمناظرة لطلب الحق لا الجدل.

  وعلى أهل قرية لا مسجد فيها شراء عَرْصة وعمارتها مسجدا لفعله ÷ [١٧٠]، وقول علي # أمر رسول الله ÷ ببناء المساجد، وعند أبي داود عن (عائشة) أمر ببناء المساجد في الدور -.

  وندب اتخاذ بئر للوضوء من فضلة ماله لتمهيد قاعدة الصلاة، والإنفاق للذاكر فيه من فضلة ماله إذ هو من العمارة لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ}⁣[التوبة: ١٨] الآية.

  وتجوز الصلاة على بالوعة ردمت بطاهر، وعلى سطح المستراح ونحوه ولو قل هواءه، ويكره في المكان المنحدر والمرتفع لئلا ترتفع العجيزة على الرأس فوق المشروع والعكس.

  وندب السجود على الأرض أو ما انبتت لقوله ÷ «جعلت لي الأرض مسجدا»، وندب الرضراض⁣(⁣١) إذ استحسنه ÷ [١٧١] والمسلمون،


  قوله: ودخول الحسنين إليه ÷ سيأتي في اللباس.

  قوله: لفعله ÷ عن انس قال: رأى رسول الله ÷ نخامة في قبلة المسجد فغضب حتى احمر وجهه فقامت امرأة من الأنصار فحكتها وجعلت مكانها خلوقا⁣(⁣٢) فقال رسول الله ÷: «ما أحسن هذا» رواه في العلوم وأخرجه النسائي، وعن (ابن عمر) قال: بينما رسول الله ÷ يخطب يوما إذ رأى نخامة في قبلة المسجد فتغيظ على الناس ثم حكها بيده فقال: واحسبه دعا بزعفران ولطخه⁣(⁣٣) به - أخرجه ابوداود، وعن جابر من جملة حديث أخرجه أبو داود ومسلم قال: أتى رسول الله ÷ مسجدنا هذا وفي يده عرجون ابن طاب⁣(⁣٤) فرأى في قبلة المسجد نخامة فحكها بالعرجون، وقال: «اروني عبيرا⁣(⁣٥)» فثار فتى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق راحته فأخذ رسول الله الخلوق فجعه على رأس العرجون ثم لطخ به اثر النخامة.

  قوله: لفعله ÷ عن انس قال: قدم النبي ÷ وساق الحديث إلى أن قال: ثم أمر بالمسجد قال: فأرسل إلى بني النجار فجاءوا فقال:» يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله ما نطلب ثمنه إلا إلى الله، قال: انس فكان فيه ما أقول كان فيه نخل وقبور المشركين وخرب⁣(⁣٦) فامر رسول الله ÷ بالنخل فقطع وبقبور المشركين فنبشت والخرب فسويت قال وصفوا النخل قبله⁣(⁣٧) وجعلوا عضادتيه⁣(⁣٨) حجارا - أخرجه بخاري ومسلم وابوداود والنسائي.

  قوله: إذ استحسنه عن أبي الوليد قال: سألت (ابن عمر) عن الحصى الذي كان في المسجد فقال: إنا مطرنا ذات ليلة فأصبحت الأرض مبتلة فجعل الرجل يجيء بالحصى في ثوبه فيبسطه تحته فلما قضى رسول الله ÷ صلاته قال: «ما أحسن هذا» أخرجه ابوداود.


(١) هو الحصى الصغار. تمت تعليق بستان.

(٢) الخلوق بالخاء المعجمة والقاف: نوع من الطيب يتخذ من الزعفران وغيره. تمت تخريج ابن بهران.

(٣) في سنن أبي داود: فلطخه بالفاء تمت.

(٤) العرجون: هو العود الأصفر المنحني الذي يكون فيه شماريخ الرطب وابن طاب نوع مخصوص من النخل تمت تخريج ابن بهران.

(٥) العبير بمعنى الخلوق. تمت تخريج ابن بهران.

(٦): خرب جمع خربة تمت.

(٧) هكذا في الأصل بالهاء، وفي: مسلم وصفوا النخل قبلة بالتاء المربوطة، وفي البخاري قبلة المسجد. تمت.

(٨) العضادة جانب الباب. تمت.