نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب ما يفسد الصلاة ويكره ويباح

صفحة 184 - الجزء 1

  (العترة ثم الفريقان) والفتح على الإمام مندوب لقوله ÷ «ألا أذكرتنيها» [٣٥٤]. وإذ هو محافظة ومعاونة، ويؤيده قول علي # إذا استطعمك الإمام فأطعمه [٣٥٥]، وقوله تعالى {حَافِظُوا}⁣[البقرة: ٢٣٨] ولم يفصل: وأما ما روي عن علي # إذا نسي الآية وهو في الصلاة فلا يذكره من في الصف في الصلاة [٣٥٦] فيحمل انه لم يستطعم بل مضى في القراءة، وكذا - يحمل ما روي عنه ÷ لا يفتح على الإمام [٣٥٧] وذلك لعدم الحاجة فلا يعارض ما سبق، واختاره (الإمام).

  والعطاس والسعال لا يفسدان إجماعا لتعذر الاحتراز.

  (الناصر والإمام يحيى ثم الشافعي) والتنحنح لا يفسد لتنحنحه عند ضرب علي # الباب [٣٥٨] رواه في المنهاج والنسائي.

  (الإمام) ورفع الصوت إعلاما لغير إصلاح الصلاة إن وقع نحو التكبير في غير موضعه مع قصد مجرد الإعلام غير مشرك للمشروع فهو بالكلام أشبه، قال (الإمام عز الدين بن الحسن) وأما غير ذلك فنفس الرفع لا يعد كلامًا اهـ، (الإمام) لكن إن شرك في القدر الواجب ولم يعده فهو تشريك بالعبادة⁣(⁣١) يُبطل الصلاة، وإلا فلا وجه لبطلانها.


  قوله: لقوله ÷ «هلا أنكرتنيها» عن مسور بن زيد قال: سمعت رسول الله ÷ يقرأ في الصلاة فترك شيئا لم يقرأه فقال له رجل: يا رسول الله ÷ تركت آية كذا وكذا فقال له رسول الله: «هلا أذكر تنيها» رواه في الشفاء وأخرجه ابوداود وابن حبان والاثرم وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه واللفظ للشفاء.

  قوله: قول علي إذا استطعمك الإمام فاطعمه رواه في الشفاء والأصول وأخرجه عبد الرزاق وابن جرير الطبري عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي #، قال (القاسم بن إبراهيم): لا بأس أن يفتح على الإمام من خلفه إذا تحير فطال تحيره، وقد روي عن علي انه أمر بذلك - اهـ رواه في الجامع الكافي والعلوم.

  قوله: عن علي # إذا نسي الإمام الآية وهو في الصلاة فلا يذكره من في الصف في الصلاة رواه في العلوم.

  قوله: عنه ÷ «لا يفتح على الإمام» عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «لا تفتح على إمام في الصلاة» أخرجه ابوداود وابن جرير الطبري وضعفوه برواية الحارث، قلت: هو [الحارث بن عبدالله الهمداني الأعور] أحد أصحاب أمير المؤمنين روى له في العلوم قال في كتاب علوم الحديث⁣(⁣٢): كان افقه الناس وافرض الناس واحسب الناس، وقد نالت منه طائفة روى له أهل السنن الأربع ونقل عن القاضي عياض: اسيء الظن بالحارث لما عرف من مذهبه في التشيع ودعوى الوصاية لعلي # اهـ قالوا وقد تكلم فيه الشعبي والنخعي وكذبه ابن المديني وغيره، قلت: في رواية عن النسائي لا بأس به، وروي عن ابن معين توثيقه وعن الشعبي تعلمت الفرائض والحساب من الحارث وكان احسب الناس، وعن أبي جعفر الطبري كان الحارث من مقدمي أصحاب أمير المؤمنين في الفقه والعلم بالفرائض والحساب ذكره في الروضة الندية⁣(⁣٣)، وقال في الروض الحارث ثقة وقد تكلم الذهبي بما يدفع به قول من جرحه اهـ.

  قوله: لتنحنحه ÷ عن علي # قال كان لي من رسول الله مدخلان بالليل والنهار فإذا جئته: وهو يصلي تنحنح - رواه في المنهاج الجلي، وأخرجه أحمد وابن ماجة والنسائي بمعناه، وصححه ابن السكن قال البيهقي: مداره على [عبدالله بن نجي]⁣(⁣٤) قال ابن حجر: اختلف فيه فقيل عن علي وقيل عن أبيه عن علي، قال البخاري: فيه نظر وضعفه غيره ووثقه النسائي وابن حبان.


(١) في المسائل: في العبادة تمت.

(٢) لصارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير |، وهو المسمى بالفلك الدوار في علوم الحديث والفقه والآثار تمت.

(٣) شرح التحفة العلوية لابن الأمير تمت.

(٤) هو وابوه من رواة الأصحاب موثقان ترجم لهما في الطبقات تمت. من خط المؤلف |.