نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب ما يفسد الصلاة ويكره ويباح

صفحة 185 - الجزء 1

  وقطع اللفظة لعذر غير مفسد إجماعا، (المهدي) ومن العذر قطعها سهوا أو شكا في صحة ما نطق به.

  (العترة ثم الفريقان) والأنين لخوف الله تعالى أو رغبة في الآخرة غير مفسد إذ كان ÷ يصلي ولصدره أزيز [٣٥٩] والأنين جنسه.

  فصل «١» ويكره ترك سننها لقوله ÷ برواية «الصلاة مكيال» الخبر [٣٦٠]، «مثل الذي لا يتم صلاته» الخبر [٣٦١]، والالتفات لقوله ÷ «يختلسه الشيطان» الخبر [٣٦٢]، ونحوه [٣٦٣]، ورفع النظر إلى السماء لقوله ÷ «ما بال أقوام» الخبر [٣٦٤].


  قوله: ولصدره أزيز عن عبد الله بن الشخير قال: رأيت رسول الله ÷ يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل⁣(⁣١) من البكاء - أخرجه أحمد وابوداود والنسائي والترمذي وصححه وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما فصل ويكره ترك سننها.

  قوله: «الصلاة مكيال» الخبر تمامه «فمن أوفى استوفى» حكاه في البحر، ولفظ البيهقي عن ابن عباس مرفوعا «مثل الصلاة مثل الميزان من أوفى استوفى».

  قوله: مثل الذي لا يتم صلاته الخبر لفظه في الترغيب والترهيب لعبد العظيم⁣(⁣٢) عن علي بن أبي طالب قال: نهاني رسول الله ÷ أن اقرأ وأنا راكع وقال: «يا علي مثل الذي لا يقيم صلبه في صلاته كمثل حبلى حملت فلما دني نفاسها⁣(⁣٣) أسقطت فلا هي ذات حمل ولا هي ذات ولد» رواه أبو يعلى والاصبهاني، ولفظه في أمالي (أبي طالب) عن علي عن رسول الله ÷ انه قال: «يا علي مثل الذي لا يتم صلاته كحبلى حبات فلما دنى نفاسها أسقطت فلا هي ذات حمل ولا ذات⁣(⁣٤) ولد ومثل المصلي مثل التاجر لا يخلص له ربحه حتى ياخذ رأس ماله كذلك المصلي لا تقبل له نافلة حتى يؤدي الفريضة» اهـ.

  قوله: لقوله ÷ «يختلسه الشيطان» الخبر عن عائشة قالت سألت رسول الله ÷ عن التلفت في الصلاة فقال: «اختلاس⁣(⁣٥) يختلسه الشيطان من العبد» أخرجه أحمد والبخاري والنسائي وابوداود.

  قوله: ونحوه عن النبي ÷ له انه قال: «لا صلاة للملتفت» رواه في الشفاء، وعن أبي ذر قال: قال رسول الله ÷: «لا يزال الله مقبلا على عبده في صلاته ما لم يلتفت» رواه في الشفاء، وأخرجه أحمد وابوداود والنساني بزيادة «فإذا صرف وجهه انصرف عنه» انتهى.

  تنبيه: وقع في رواية ابن عباس أن رسول الله ÷ كان يلحظ يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه - أخرجه الحازمي في كتاب الاعتبار، وأخرجه ابوداود والنساني بزيادة ولا يلوي عنقه خلف ظهره -، وعن انس قال: قال لي رسول الله ÷: «إياك والالتفات في الصلاة فان الالتفات في الصلاة هلكة فان كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة» أخرجه الترمذي وصححه، وعن سهل بن الحنظلية قال: ثوب بالصلاة يعني صلاة الصبح فجعل رسول الله ÷ يصلي وهو يلتفت إلى الشعب - أخرجه ابوداود قال: وكان أرسل فارسا إلى الشعب من الليل يحرس - وأخرجه أيضا الحاكم وقال: على شرط الشيخين وحسنه الحازمي فائدة وقع في العلوم عن حذيفة قال: قال رسول الله ÷: «إذا التفت العبد في صلاته قال الله أي عبدي أنا خير مما التفت إليه فان التفت الثانية قال الله أي عبدي أنا خير مما التفت إليه فان التفت الثالثة قال الله أي عبدي أنا خير مما التفت إليه فإن التفت الرابعة اعرض الله عنه⁣(⁣٦)» قال محمد: ذكر عن النبي ÷ انه كان لا يلتفت في صلاته يمينا ولا شمالا ولكنه ربما لمح بعينه أمامه - اهـ.

  قوله: لقوله ÷ «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء لينتهن عن ذلك أو لتخطفن⁣(⁣٧) أبصارهم» رواه الشفاء، وأخرجه بخاري وابوداود والنسائي.


(١) الأزيز: صوت الرحى عند دورانها، والمرجل بكسر الميم: وهو القدر تمت.

(٢) المنذري. تمت.

(٣) هكذا في الترغيب والترهيب وكذلك في تخريج ابن بهران عن الترغيب والترهيب، وفي الأصل: سقاطها والصواب ما أثبتناه. تمت.

(٤) في نسخة من نسخ الأمالي ولا هي ذات ولد. تمت.

(٥) الإختلاس أخذ الشيء بسرعة يقال اختلس الشيء إذا استلبه، والمعنى أن الشيطان يذهب إلى المصلي فيوسوس له ويزيل من قلبه الخشوع فتضعف خشيته لربه فينسى موقفه هذا المقدس فيلتفت ويلعب بأطراف جسمه ويميل. تمت هامش الترغيب والترهيب.

(٦) قال أبو جعفر: برحمته ومغفرته تمت.

(٧) في الأصل أو ليخطفن بالياء، وما أثبتناه من الشفاء تمت.