نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل وتكره خلف عليه فائتة

صفحة 200 - الجزء 1

  (الإمام) ووقوف الواحد يسار الإمام مكروه فقط لرواية علي بن العباس⁣(⁣١) إجماع العترة على الصحة، (الإمام ثم أبو حنيفة وابويوسف والنخعي وبعض الكوفيين) ومثل ذلك توسط⁣(⁣٢) الإمام بين الاثنين لفعل (ابن مسعود) وقال: رأيت رسول الله ÷ فعله [٤٤١] - عند أئمتنا قاله المهلا، وقال أكثر أهل العلم يقف الاثنان خلفه لخبر علي [٤٤٢] وجابر، قال ابن سيد الناس⁣(⁣٣) وليس ذلك شرطا عند احد منهم ولكن الخلاف في الأولى والأحسن قال بعض السادات والجمع بين خبر (ابن مسعود) وغيره ممكن بجواز الأمرين غايته أن يكون دفعه لجابر وابن صخر ونحوه لبيان الأفضل والإرشاد إلى أن الأولى بالاثنين الصلاة خلف إمامهما ومع إمكان الجمع لا يسوغ الترجيح اهـ، فعلى هذا لا يسوغ نسخ خبر (ابن مسعود) لإمكان الجمع كما ترى والله اعلم.

  وندب عند الجمهور تسوية الصف وتجاور المناكب وسد الخلل وإلصاق الكعاب لأمره ÷ بذلك [٤٤٣].


  قوله: رأيت رسول الله ÷ الخ عن الأسود بن يزيد قال: دخلت أنا وعمي علقمة على ابن مسعود بالهاجرة قال: فأقام الظهر ليصلي فقمنا خلفه فاخذ بيدي ويد عمي ثم جعل احدنا عن يمينه والآخر عن يساره فصفنا صفا واحدا ثم قال: هكذا كان رسول الله ÷ يصنع إذا كانوا ثلاثة - أخرجه أحمد وابوداود والنسائي ومسلم واللفظ لأحمد ونسبه المهلا إلى أئمتنا.

  قوله: لخبر علي وجابر أما خبر جابر فقد تقدم، وأما خبر علي # فعنه # قال: أمنا رسول الله ÷ أنا ورجلا من الأنصار فتقدمنا وخلفنا خلفه وصلى بنا ثم قال: «إذا كان اثنان فليقم احدهما عن يمين [الآخر» رواه في المجموع والشفاء، والأصول بلفظ «فليقم أحدهما عن يمين]⁣(⁣٤) الإمام»، وعنه ÷ انه كان يقيم عليا # عن يمينه وخديجة ورائهما - رواه في الشفاء، وعن ابن عباس صليت إلى جنب النبي ÷ وعائشة معنا تصلي خلفنا وأنا إلى جنب النبي ÷ أصلي معه - أخرجه أحمد والنسائي.

  قوله: لأمره ÷ بذلك عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «إذا قمتم إلى الصلاة فأقيموا صفوفكم والزموا عواتقكم - وفي نسخة - والزموا⁣(⁣٥) عواتقكم ولا تدعوا خللا فيتخللكم الشيطان كما يتخلل أولاد الحذف⁣(⁣٦)» رواه في المجموع والعلوم والشفاء، وعن ابن عمر عن النبي ÷ انه قال: «أقيموا الصفوف وجاوروا بين المناكب وسدوا الخلل ولا تذروا [فرجات الشيطان]⁣(⁣٧) ومن وصل وصله الله ومن قطع قطعه الله» رواه في الشفاء واخرج ابوداود نحوه، وعن انس قال: قال رسول الله ÷: «أقيموا صفوفكم فاني أراكم من وراء ظهري» فكان احدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه - رواه في الشفاء، وعن النعمان بن بشير مثله أخرجه ابوداود واحمد، وعن انس عن النبي ÷ انه قال: «سووا صفوفكم فان تسوية الصفوف من إقامة الصلاة» رواه في الشفاء وأخرجه أحمد و بخاري ومسلم، وعن النبي ÷ انه قال: «أقيموا صفوفكم ولا تختلفوا فيخالف الله بين قلوبكم» رواه في الشفاء والعلوم، وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ÷ رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم: «تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من ورائكم لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل» أخرجه مسلم وابوداود وابن ماجة.


(١) قال في مطلع البدور: هو علي بن العباس بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب. تمت. روض ج/١ - ص ٦٢.

(٢) تصح ويكره وهذا محكي عن الحنفية وأبي جعفر وابن أبي الفوارس وغيرهم تمت من خط الإمام الهادي الحسن بن يحيى # من هامش المسائل.

(٣) الشافعي البصري المولود سنة ٦٦١ هـ و المتوفي سنة ٧٣٤ هـ اهـ مقدمة سيرة ابن هشام، وهو صاحب السيرة النبوية وكتاب عيون الأثر تمت من الغدير.

(٤) من المسودة تمت.

(٥) لعله: «والزقوا عواتقكم» كما في نسخة من الشفاء تمت.

(٦) أولاد الحذف غنم سود صغار تكون باليمن تمت روض.

(٧) في الأصل: «فرجا للشيطان» وما أثبتناه من الشفاء تمت.