نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب: والقصر

صفحة 230 - الجزء 1

  قال في الأحكام: ومن خرج من أهل مكة أو غيرهم إلى عرفات قصر الصلاة وذلك المجمع عليه عند علماء آل الرسول ÷.

  قال الإمام أحمد بن سليمان والأمير (الحسين): وذلك أربعة فراسخ⁣(⁣١). قلت: وفي حاشية على الثمرات والحجة أمره ÷ من كان معه من أهل مكة بالقصر لخروجهم معه إلى عرفات - اهـ، وقال الفقيه عامر: والحجة تقريره ÷ لأهل مكة في عرفات قصروا ولم يقل أتموا كما قال في مكة - اهـ، فإن صحت هاتين الروايتين فهي من أحسن ما يحتج به، قلت: وفي سنن أبي داود ما يقويهما حيث قال: باب القصر لأهل مكة، وذكر أن حارثة بن وهب قصر بمنى خلف رسول الله ÷ في حجة الوداع وهو من أهل مكة [٥٨٥] اهـ وأما حديث انس [٥٨٦] من رواية مسلم فلا تقوم به حجة لكونه مقابلا لما أسلفناه، قال القرطبي: ولأنه مشكوك فيه فلا يحتج به اهـ، ثم إن فرض صحته فالمعنى انه كان يبتدئ القصر إذا جاوز ثلاثة أميال أو فراسخ لا غاية السفر، وأما الرواية عنه⁣(⁣٢) في المنهاج [٥٨٧] ثلاثة أيام فنحن نقول بموجبه، ومفهومه لا يقابل ما قدمنا، وأما حديث (ابن عباس) عنه ÷ «لا تقصروا الصلاة في أدنى من أربعة برد» [٥٨٨] عند الدارقطني والطبراني فليس مما تقوم به حجة، قالوا: في إسناده [عبد الوهاب] وهو متروك، ونسبه النووي إلى الكذب وقال الازدي: لا تحل الرواية عنه.


  قوله: والحجة امره الخ [بياض في الأم].

  قوله: والحجة تقريره ÷ الخ [بياض في الأم].

  قوله: وفي سنن أبي داود الخ ولفظه في السنن باب القصر لأهل مكة حدثنا النفيلي حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق حدثني حارثة بن وهب الخزاعي وكانت أمه تحت عمر فولدت له عبيد الله بن عمر قال صليت مع رسول الله ÷ بمنى والناس أكثر ما كانوا فصلى بنا ركعتين في حجة الوداع - قال ابوداود: [حارثة] من خزاعة ودارهم بمكة اهـ.

  قوله: حديث انس الخ عن انس قال: كان رسول الله ÷ إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ صلى ركعتين - رواه مسلم، قال القرطبي: الحديث مشكوك فيه فلا يحتج به اهـ.

  قوله: وأما الرواية عنه في المنهاج الخ لفظه وروينا أن رجلا سأل انس بن مالك عن قصر الصلاة؟ فقال: كان رسول الله ÷ إذا خرج مسيرة ثلاثة أيام يصلي ركعتين -، وفي كشف الغمة للشعراني ما يشهد له بالبناء على الاحتياط ولفظه: وكان انس إذا سئل عن مسافة القصر يقول كان رسول الله ÷ إذا خرج مسيرة ثلاثة أيام أو ثلاثة فراسخ - شك الرواي عن انس - صلى ركعتين ركعتين.

  قوله: وأما حديث (ابن عباس) الخ عند الدارقطني والطبراني انه ÷ قال: «يا أهل مكة لا تقصروا في اقل من أربعة برد من مكة إلى عُسْقان⁣(⁣٣)» انتهى،:قالوا: فليس مما يقوم به حجة لان في إسناده [عبدالوهاب بن مجاهد بن جبير] وهو متروك، وقد نسبه النووي إلى الكذب وقال الازدي: لا تحل الرواية عنه، والراوي عنه [إسماعيل بن عياش] وهو ضعيف في الحجازيين وعبدالوهاب المذكور حجازي، والصحيح انه موقوف على ابن عباس كما أخرجه عنه الشافعي بإسناد صحيح ومالك في الموطأ انتهى.


(١) والفرسخ ثلاثة أميال، والميل ثلاثة آلاف ذراع بالميل الأول الذي هو ميل وطنه. تمت شفاء.

(٢) أي عن أنس. تمت.

(٣) موضع بين مكة والمدينة، وبينه وبين مكة نحو ثلاث مراحل. تمت. مصباح.