نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

كتاب الجنائز

صفحة 247 - الجزء 1

كتاب الجنائز

  الجنَازة بفتح الجيم: السرير، وبكسرها: الميت.

  وندب تذكر الموت لقوله ÷ «أكثروا من ذكر هاذم اللذات» الخبر [١]، والاستعداد له بفعل الواجب، وترك القبيح لقوله ÷ «استحيوا⁣(⁣١) من الله» الخبر [٢]، ويحب لقاء الله لقوله ÷ عند بخاري ومسلم «من أحب لقاء الله» الخبر [٣]، ونحوه [٤] وليصبر المريض لحديث (ابن عباس) [٥] عند الشيخين، ولا يتمنى الموت لشدة الألم لقوله ÷ «لا يتمنى أحدكم الموت» الخبر [٦].


كتاب الجنائز

  قوله: لقوله ÷ «أكثروا من ذكر هاذم اللذات» عن النبي ÷ انه قال: «اكثروا⁣(⁣٢) ذكر هاذم⁣(⁣٣) اللذات [يعني الموت] فإنكم إذا ذكرتموه في ضيق وسعه عليكم فرضيتم به فاجرتم وان ذكرتموه في غنى بغضه إليكم فجدتم به فأثبتم» رواه في الشفاء، وعن رسول الله ÷ انه قال لأصحابه: «من أكيس⁣(⁣٤) الناس»؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال ÷: «أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا» رواه في المجموع.

  قوله: استحيوا الخ روى عبدالله بن مسعود أن رسول الله ÷ قال لأصحابه: «استحيوا من الله حق الحياء»، قالوا: إنا نستحيي يا رسول الله والحمد لله! قال: «ليس كذلك ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ومن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء» رواه في الشفاء وأخرجه الترمذي وللطبراني نحوه من رواية عائشة.

  قوله: من أحب الخبر عن عُبادة بن الصامت أن النبي ÷ قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» أخرجه بخاري ومسلم والترمذي.

  قوله: ونحوه عن عائشة قالت: قال رسول الله ÷: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» فقلت: يا رسول الله أكراهية الموت؟! فكلنا نكره الموت! قال: ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وان الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاءه⁣(⁣٥) فكره الله لقاءه» أخرجه الترمذي ومسلم وبخاري.

  قوله: لحديث ابن عباس عن عطا بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا اريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى [قال]⁣(⁣٦): هذه المرأة السوداء اتت النبي ÷ فقالت يا رسول الله إني اصرع واني اتكشف⁣(⁣٧) فادع الله لي فقال: «إن شئت صبرتي ولك الجنة وان شئت دعوت الله أن يعافيك» قالت اصبر، فقالت: إني اتكشف فادع الله أن لا اتكشف فدعا لها - أخرجه بخاري ومسلم واحمد.

  قوله: لقوله ÷ لا يتمنى الخ عن أنس أن النبي ÷ قال: «لا يتمنين⁣(⁣٨) أحدكم الموت لضيق نزل به فان كان ولا بد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت [وفي نسخة] ما دامت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي» رواه في الشفاء، ونسبه في التخريج إلى الستة إلا الموطأ


(١) في المسودة: استحوا، والصواب ما أثبتناه من البحر والشفاء تمت.

(٢) في نسخة من نسخ النجوم: «أكثروا من ذكر» بزيادة [من]، والصواب ما أثبتناه من المسودة والشفاء.

(٣) في الشفاء النسخة المطبوعة: هادم بالدال المهملة، قال في تخريج ابن بهران هاذم بالذال المعجمة أي قاطع وروايته بالمهملة تصحيف حكى معنى ذلك في التلخيص وشرح الروض عن السهيلي وهو مذكور في غيرهما. تمت.

(٤) الكيس: العاقل. تمت نهاية.

(٥) في تخريج ابن بهران: كره لقاء الله. تمت.

(٦) ما بين المعكوفين من تخريج ابن بهران. تمت.

(٧) جملة: إني أتكشف - غير موجودة في رواية ابن بهران عن جامع الأصول. تمت.

(٨) في الأصل: لا يتمنى، والصواب ما أثبتناه من الشفاء وتخريج ابن بهران تمت.