كتاب الجنائز
  وندب استجلاب دعائه لخبر ابن ماجة [١٥] ويلقن المحتضر كلمة التوحيد لأمره ÷ بذلك [١٦] لا بأمر يكرههُ لقوله ÷ «إن الموت الفزع» [١٧]، ولا يكلم بغيرها لقوله ÷: «من كان آخر كلامه» الخبر [١٨]، ويوجه للقبلة لقوله ÷ «وجهوه للقبلة» [١٩]، (المؤيد بالله والمنصور بالله والإمام يحيى ثم أبو حنيفة وأحد قولي الشافعي) على جنب لفعل فاطمة ^ عند موتها [٢٠]، وكحالته في القبر.
  ويؤمر المريض بالتوبة(١) لقوله تعالى {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة: ٣٢]، والتخلص عما عليه فورا لقوله ÷ «لرد دانق من حرام ..» الخبر [٢١] وهو من جملة التوبة، قال الله تعالى {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ}[النساء: ١٨] الآية؛ ويوصي للعجز(٢) لقوله ÷ «من مات على غير وصية مات ميتة جاهلية» [٢٢]. ونحوه [٢٣].
  قوله: واستجلابه عن ابن عمر أن النبي ÷ قال له: «إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة» أخرجه ابن ماجة.
  قوله: لأمره ÷ عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ÷: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» رواه في الشفاء، وأخرجه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة ومسلم وابوداود.
  قوله: لقوله ÷ «إن الموت لفزع» رواه في الشفاء، والمجموع.
  قوله: من كان آخر كلامه الخبر عن معاذ بن جبل أن رسول الله ÷ قال: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة» رواه في الشفاء، وأخرجه ابوداود واحمد والحاكم، وفي إسناده [صالح بن أبي غريب] قال ابن القطان: لا يعرف وأعل الحديث به و تعقب بأنه روى عنه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات.
  قوله: وجهوه للقبلة عن علي # قال: دخل رسول الله ÷ على رجل من ولد عبد المطلب وهو يجودُ بنفسه(٣) وقد وجهوه لغير القبلة فقال ÷: «وجهوه إلى القبلة فإنكم إذا فعلتم ذلك أقبلت الملائكة عليه واقبل الله عليه بوجهه(٤)» فلم يزل كذلك حتى قبض، قال: ثم اقبل رسول الله ÷ يلقنه لا اله إلا الله وقال: «لقنوها موتاكم فإنها من كانت آخر كلامه دخل الجنة(٥)» رواه في المجموع، وهو في العلوم بدون.
  قوله: قال ثم اقبل رسول الله ÷ ... الخ، وفي الشفاء والأصول عن علي # قال: دخل رسول الله ÷ على رجل من ولد عبد المطلب وهو يجودُ بنفسه وقد وجهوه إلى غير القبلة فقال: «وجهوه للقبلة» زاد في الانتصار «وإنكم إذا فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة».
  قوله: لفعل فاطمة ^ روت سلمى أم ولد رافع قالت: قالت فاطمة بنت رسول الله ÷: ضعي فراشي هاهنا واستقبلي بي القبلة ثم قامت فاغتسلت كأحسن ما تغتسل ولبست ثيابا جددا ثم قالت: تعلمي أني مقبوضة الآن، ثم استقبلت القبلة وتوسدت يمينها - رواه في الشفاء وهو في المهذب، واصله في مسند أحمد وغيره.
  قوله: لقوله ÷ «لرد دانق(٦) من حرام يعدل عند الله تعالى سبعين حجة مبرورة» رواه في الشفاء.
  قوله: لقوله ÷ «من مات على غير وصية مات ميتة جاهلية» رواه في الشفاء.
  قوله: ونحوه عن ابن عمر قال: قال النبي ÷: «ما حق [امرئ](٧) مسلم يبيت ليلتين وله مال يريد أن يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبة عنده» رواه في الشفاء
(١) التوبة: هي الندم على ما أخل به من الواجب لوجوبه وعلى ما فعله من القبيح لقبحه والعزم على أنه لا يعود الى شيء من ذلك كله. تمت شرح بحر.
(٢) عن تنفيذه في الحال فأما إذا لم يعجز فهو عاص بالتأخير ولو أوصى. تمت. شرح ازهار.
(٣) يجود بنفسه: أي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله يجود به والجود الكرم، يريد أنه في النزع وسياق الموت. تمت نهاية.
(٤) أي برحمته. تمت.
(٥) قوله دخل الجنة: المراد إذا قال لا اله الا الله مخلصا، كما روى الطبراني في الكبير والاوسط عن زيد بن ارقم «من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة» قيل: وما اخلاصها يا رسول الله؟ قال: «ان تحجره عما حرم الله عليه» اخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وغيره، واخرج الإمام المرشد بالله # في أماليه الخميسية بسنده عن انس قال رسول الله ÷: «لا اله الا الله تمنع العباد من سخط الله ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم، فإذا آثروا صفقة دنياهم على دينهم وقالوا لا اله الا الله رد عليهم وقال كذبتم». تمت حاشية المجموع.
(٦) الدانق: سدس درهم تمت.
(٧) ما بين المعكوفين من الشفاء تمت.