نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل ومحظورات الإحرام أنواع

صفحة 347 - الجزء 1

  (القاسم والأمير الحسين) ويستحب له الكشف لقوله ÷ «أتوني شعثا غبرا» [٥٤]، (القاسم والإمام) وله غسل رأسه لفعله ÷ [٤٦] ولرواية أبي أيوب [٤٧]، وله الغوص في الماء إجماعا (العترة ثم أبو حنيفة) لا غمس رأسه لتحريم التغطية.

  - ومنها لبس الرجل ما تضمنه⁣(⁣١) قول علي # لا يلبس المحرم قميصا ولا سراويل ولا خفين الكل ولا عمامة ولا قلنسوة⁣(⁣٢) [٤٨]، قلت: وكذا البرنس⁣(⁣٣) لنهيه ÷ [٤٩] قال علي #: ولا ثوبا مصبوغا بورس ولا زعفران⁣(⁣٤).


  قوله: لقوله ÷ «[أتوني] شعثا غبرا» عن النبي ÷ انه قال: «إن الله يباهي بالحجيج في يوم عرفة فيقول عبادي أتوني شعثا غبرا» رواه في الشفاء والأصول، وأخرجه عبد الرزاق والبزار قال الهيثمي: ورجال البزار موثوقون عن ابن عمر والطبراني من حديث عبادة وابن أبي الدنيا وابن خزيمة وقاسم بن أصبغ في مسنده، والبيهقي في الشعب والضياء في المختارة، والبزار وابن عساكر عن جابر، ولفظ المجموع عن علي # قال: لما كان عشية عرفة ورسول الله ÷ واقف أقبل على الناس بوجهه فقال: «مرحبا بوفد الله = ثلاث مرات = الذين إذا سألوا الله أعطاهم ويخلف عليهم نفقاتهم في الدنيا ويجعل لهم في الآخرة مكان كل درهم ألفا ألا أبشركم» قالوا: بلى يا رسول الله ÷، قال: «فانه إذا كان في هذه العشية يهبط الله تعالى إلى سماء الدنيا ثم أمر الله ملائكته فيهبطون إلى الأرض فلو طرحت إبرة لم تسقط إلا على رأس ملك، ثم يقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثا غبرا قد جاءوني من أطراف الأرض هل تسمعون ما قالوا، قالوا يسألونك أي رب المغفرة، قال فاشهدكم أني قد غفرت لهم ثلاث مرات فأفيضوا من موقفكم مغفورا لكم ما قد سلف» قال زيد بن علي: إن الله ø أعظم من أن يزول ولكن هبوطه سبحانه نظره إلى الشيء⁣(⁣٥) اهـ، وروى المؤيد بالله⁣(⁣٦) نحوه بلفظ ثم قال: «إذا كان هذه العشية هبط الله إلى سماء الدنيا ثم يقول سبحانه» هو أعظم من أن يزول من مكانه إقباله على الشيء هو هبوطه إليه الخ - من رواية زيد عن آبائه إلا انه لم يذكر «انظروا إلى عبادي شعثا غبرا»، ورواه المرشد بالله بلفظ حديث المجموع وبسنده مع اختلاف يسير في اللفظ.

  قوله: لفعله ÷ روي أن النبي ÷ اغتسل وهو محرم - رواه في الشفاء.

  قوله: لروية أبي أيوب روي عبدُ الله بن حنين أن ابن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا في إغتسال المحرم، فقال ابن عباس: له ذلك، فبعث بي عبد الله بن العباس إلى أبي أيوب الأنصاري لأسأله عن اغتسال المحرم، فقال: فأتيته وهو يغتسل فسلمت عليه فرد وقال: من أنت؟ فقلت: عبد الله بعث بي ابن عباس إليك لأسألك عن اغتسال رسول الله ÷ وهو محرم؟ فقال: فوضع يده على ثوب كان مستورا، فطاطأه حتى بدا رأسه، وقال: لمن كان عليه يصب الماء أصبب، فصب عليه فوضع يديه على رأسه، ثم أقبل بهما وأدبر، وقال: هكذا رأيت رسول الله ÷ يصنع وهو محرم - رواه في الشفاء، وأخرجه بخاري واحمد ومسلم وابوداود والنسائي وابن ماجة باختلاف يسير في اللفظ.

  قوله: لقول علي # لا يلبس المحرم قميصا ولا سراويل ولا خفين ولا عمامة ولا قلنسوة ولا ثوبا مصبوغا بورس ولا زعفران - قال: وان لم يجد المحرم نعلين لبس خفين مقطوعين أسفل من الكعبين، وان لم يجد إزارا لبس سراويل فان لم يجد رداء ووجد قميصا ارتدى به ولا يتدرعه - رواه في المجموع.

  قوله: لنهيه ÷ عن سالم عن أبيه قال: سأل رجل رسول الله ÷ عما يترك المحرم من اللباس؟ قال: «لا يلبس القميص ولا البرنس ولا السراويل ولا العمامة ولا ثوبا مسه ورس أو زعفران ولا الخفين إلا أن لا يجد النعلين فيلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين» رواه في الشفاء، وأخرجه بخاري ومسلم واحمد والنسائي وابوداود وابن ماجة والترمذي من رواية ابن عمر.


(١) في الأصل: ما ضمنه، والصواب ما أثبتناه. تمت.

(٢) تقدم معنى الخفين والقلنسوة في كتاب الجنائز الفصل «٤». تمت.

(٣) البرنس: قال الإمام يحيى: هو عمامة طويلة يلبسها أهل العبادة والزهد في صدر الإسلام. تمت شرح بحر.

(٤) قال في الروض: الورس نبت أصفر طيب الرائحة يصبغ به، وهو موجود في اليمن اهـ، والزعفران قال في المعجم الوجيز: نبات بصلي معمر من الفصيلة السوسنية منه أنواع برية ونوع صيفي طبي مشهور. تمت.

(٥) نظره تعالي بمعنى تَجَلِّيهِ لعباده بكرمه وجوده و شمول مغفرته وعموم لطفه وهذا التجلي لا مانع من اختصاصه ببعض الأوقات كما في حديث نزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: هل من كذا؟ هل من كذا؟ والله أعلم. تمت. روض ج/٣ - ص ١٢٩.

(٦) لعله المرشد بالله، وهو في الروض منسوب إلى المرشد بالله، ولعل نسبته إلى المؤيد بالله سهو من المؤلف | فلم نجده في شرح التجريد ولا في أمالي المؤيد بالله. تمت.