شكر وتقدير:
  وربما فصلنا بين الصحابي والتابعي بثم [والتابعي](١) ومن بعده كذلك(٢).
  والجواب: أن حقيقة المرسل عند أئمتنا $ ما ألغي راويه ولم يذكر، إذا عرفت ذلك فاعلم أن الأمير الحسين لم يصحح إلا عدالة من الغاه ولم يتحمل إلا ذلك فإذا قال عن النبي ÷ كذا وكذا فهو الذي أردناه وحكمنا بقبوله كغيره من مراسيل الثقات إذ ثقته وأمانته ودينه يمنعه(٣) أن يروي لنا عن من لا يوثق به مع تصريحه بعدالته؛ وأما إذا ذكر راويه كان يقول عن جابر عن رسول الله ÷ أو عن المغيرة عن رسول الله ÷ فهو خارج عما تحمله وإنما تحمل ما كان منه إلى ذلك الراوي ولك في الراوي نظرك فإن صح لك أنه ممن تقبل روايته فقد كفاك مؤنة السند منه إلى الراوي بتصحيحه لضبطه وعدالته وإن لم يصح لك فقد بينه لك ونزه نفسه # عن تهمة التدليس وعلى هذا يتخرج كلام أمير المؤمنين # لي في المنام لما سألته عن الشفاء فقال #: فيه الحق والباطل؛ فإن قلت: قد وجد بعض الأخبار المسندة مجمع على ضعف بعض رواتها أرسلها الأمير بعينها، قلت: ليس كما توهمت فإن بعض الأخبار لها طرق شتى منها ما هو سقيم ومنها ما هو صحيح مقبول يعرف ذلك من له أدنى مسكة بهذا الشأن على أنا نجد الحديث غير مرضي سنده عند المحدثين محفوظ بغير ذلك السند عند العترة وشيعتهم بسند صحيح لا سبيل إلى التطرق إليه إلا بما لا يحل فإرسال الأمير له من ذلك القبيل والله اعلم بالصواب.
  فائدة: قال السيد العلامة الحافظ صارم الدين إبراهيم بن محمد(٤) |: مجموع (زيد بن علي)، وأمالي (أحمد بن عيسى)، وأمالي (المؤيد بالله)، وأمالي (أبي طالب)، وأمالي المرشد بالله وشرحي التجريد والتحرير وشرح القاضي زيد، وشفاء الاوام، والجامع الكافي: متلقاة بين أئمة أهل البيت $ بالقبول، وقال في كتاب الإنصاف(٥): ولا إشكال أن المجموع الفقهي والحديثي لـ (زيد بن علي) والأمالي لـ (أحمد بن عيسى) والصحيفة لعلي بن موسى، والجامع الكافي، ومرويات (القاسم بن إبراهيم)، وجامعي (الهادي) المنتخب والأحكام، وغيرهما من سائر مصنفاته وشرحي التجريد والتحرير للسيدين (المؤيد بالله وأبي طالب) والأمالي لـ (المؤيد بالله)، والأمالي للمرشد بالله، والأمالي لـ (أبي طالب)، وأصول الأحكام، وشفاء الاوام(٦) وشرح النكت للقاضي جعفر متلقى كل ذلك بالقبول عند عترة الرسول وكفا بذلك قوة وتصحيحا، قال: وكذا سافر مصنفات العترة وشيعتهم الزيدية لا اعلم من احدهم اعني احد علمائهم المجتهدين أنه استضعف شيئا من ذلك بل تلقوا الكل بالقبول، قال في الروض النظير: المجموع الكريم قد تلقي بين أهل البيت بالقبول بل بين الأمة كما قال (الإمام عز الدين بن الحسن) في رسالته، وقال (ابو طالب) في التذكرة: والمجموع الذي جمعه ابوخالد ورواه عن (زيد بن علي) معروف مشهور، وقال عماد الدين(٧): المنهاج الجلي متلقى بالقبول ذكر ذلك في وصيته لأبيه، والإنتصار صرح الإمام شرف الدين بطرقه إليه وأنها تتصل بما يوصلها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى رسول الله ÷ ونعني بذلك فيما احتج به (الإمام يحيى) واعتمد عليه.
  فائدة أخرى: قال (المؤيد بالله) في شرح التجريد: وعندنا لا يحل لأحد أن يروي الحديث عن رسول الله ÷ إلا إذا سمعه من فم المحدث العدل ثم يحدث كما سمعه الخ، وقال في كتاب الإنصاف: أحاديث أصول الأحكام أحاديث شرح التجريد ومن قابل بأصول الأحكام شرح التجريد عرف صحة ذلك ولم يترك شيئا منها فيما يظهر اهـ ومثله، ذكر عن المتوكل على الله إسماعيل.
  فائدة ثالثة: قال ابوداود في كتابه إلى أهل مكة: وليس في كتابي السنن الذي صنفته عن رجل متروك الحديث شيء وإذا كان فيه حديث منكر بينته، او، وهن شديد بينته وما لم اذكر فيه شيئا فهو صالح وبعضها اصح من بعض.
  نعم: وإذا ذكرت حديثا في النجوم ولم اعزه إلى راويه وخرجته من غير كتب العترة سهوا لذكر اصله فهو ثابت في احد الكتب المذكورة في الديباجة وإنما تركت ذكره سهوا؛ هذا وما وقع في النجوم مخالفا لما ذكرناه في هذه المقدمة سهوا أو جهلا وقع مني فليس هو لي بمذهب واستغفر الله منه والمسؤل ممن وقف عليه أن يصلح ما أمكنه تصليحه من غير إخراج له عن إرادتنا وأجره على الله وحسبي الله ونعم الوكيل.
(١) ما بين المعكوفين من المسودة. تمت.
(٢) مثاله ابن عمر ثم البصري ثم ابويوسف تمت من مقدمة البحر.
(٣) الصواب تمنعه تمت.
(٤) الوزير. تمت.
(٥) هو كتاب الإنصاف في إمامة الوصي للعلامة علي بن يحيى العجري | وفاته عام ١٣١٩ هـ ذكره المؤلف | في الجواهر المضيئة. تمت.
(٦) للأمير الحسين. تمت.
(٧) يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم بن محمد. تمت.