باب
  وأما حديث الخُشَني [١١] فهو معارض بما هو أقوى منه سندا، على أن رواية ابن عباس وعدي أرجح من رواية الخُشَني لشهرتهما وكثرة ملازمتهما ل ÷ ه بخلاف الخُشَني.
  (الجمهور) وإذا أرسل غير معلم ثم أدرك الصيد وفيه حياة مستقرة فذكاه حل وإلا فلا لقوله ÷ «إذا أرسلت كلبك المعلم فكل» وقوله تعالى {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ}[المائدة: ٤]، (أحمد بن سليمان) ولا خلاف فيه [١٢]، (الأكثر) وإذا استرسل كلب بنفسه فكغير المعلم(١) لقوله تعالى {مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ}[المائدة: ٤] وهذا ممسك لنفسه.
  فصل «١» وما أدرك وقد قتله المصيد به لم يحل إلا بالإرسال لقوله ÷ «إذا أرسلت كلبك»، (القاسمية والناصر ثم أبو حنيفة وأصحابه والثوري والحسن بن صالح) والتسمية لقوله ÷: «وذكرت اسم الله عليه» [١٣] وقوله تعالى {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}[الأنعام: ١٢١].
  وان يكون معلما للآية، وقوله ÷ «إذا أرسلت كلبك المعلم»، (الأكثر) ولو علمه كافر وأرسله مسلم حل كلو أعاره مُديته(٢).
  قلت: وان يكون المرسل مسلما أو كتابيا كالذابح.
  (المهدي) وكل صيد أدرك وفيه رمق(٣) وجب تذكيته إجماعا.
  قوله: حديث الخُشَني: عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله ÷: «إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله عليه فكل وان كان أكل منه، وكل ما ردت عليك يدك» هذا لفظ الشفاء وهو في الأصول وأخرجه ابوداود، وفيه [داود بن عمر الأودي] عامل واسط قال أحمد بن عبدالله العجلي: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة الرازي: هو شيخ، ووثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال ابن عدي: لا أرى بروايته بأسا، وأخرجه أبو داود والنسائي برواية أخرى، وفيه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه في المحلي عن عدي بن حاتم وفيه [عبدالملك بن حبيب] قالوا: روى الكذب عن الثقات، وفيه أيضا [أسد بن موسى] قالوا: منكر الحديث، وفي العلوم عن القاسم بن إبراهيم قال: روى أهل العراق منهم الشعبي وعدي بن حاتم، وروي عن أبي ثعلبة الخُشَني أنهما سألا رسول الله ÷ عن صيد الكلب المعلم؟ فقال: «كل ما امسك عليك وان قتل فإن أكل فلا تأكل فإنما امسك على نفسه»، قال القاسم: إن كان النبي ÷ قال ما روي عن عدي بن حاتم وأبي ثعلبة فالباطل ما خالفه وما أظن الرواية عنه بصحيحة اهـ، قلت: أما الرواية عنه ÷ من جهة ... ي فق ... م لك ما يدل على الصحة وأما الرواية عنه ÷ من جهة الخشني فيشهد لها ما رواه عائذ الله(٤) قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول قلت: يا رسول الله إني أصيد بكلبي المعلم فقال: «ما اصطلت بكلبك فاذكر اسم الله وكل» رواه في العلوم عن رجال أثبات، ولم يذكر «إن أكل منه فكل»، ودل على انه لم يرو الزيادة إلا قوم ليسوا بذاك ونحو رواية العلوم أخرجها بخاري ومسلم واحمد.
  قوله: لا خلاف فيه: عن أبي ثعلبة قلت: يا رسول الله إنا بأرض صيد فاصيد بكلبي الذي غير معلم فقال: «ما اصطدت بكلبك الذي غير معلم فادركت ذكاته فكل» رواه في العلوم بسند مستقيم.
  قوله: وذكرت اسم الله عليه: عنه ÷ انه قال: «إذا سميت قبل أن ترسل كلبك فاخذت الكلاب الصيد فمات في أفواهها فكله» رواه الهادي إلى الحق في الأحكام
(١) لا يحل. تمت بحر.
(٢) المُدية: الشفرة مثل غرفة. تمت مصباح.
(٣) وهو الروح. تمت.
(٤) هو أبو إدريس. تمت.