نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل وفروضه

صفحة 68 - الجزء 1

  فصل «١» وفروضه اثنان: الأول: النية، (الأكثر) وغسل النجس لا يفتقر إلى نية لصحته من الصبي⁣(⁣١)، (علي # ثم العترة والشافعي ومالك والليث وربيعة واحمد وإسحاق بن راهويه) وهي في الوضوء [فرض]⁣(⁣٢) لقوله تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ}⁣[البينة: ٥]، والوضوء عبادة لقوله ÷ «الوضوء شطر الإيمان»، وقوله تعالى {مُخْلِصِينَ}⁣[البينة: ٥] والإخلاص بالنية، وقوله ÷ «لا قول ولا عمل إلا بنية» [١١٩]، و «إنما لكل مرئ ما نوى» [١٢٠]، (الشعراني)⁣(⁣٣) ولم يقل احد من العلماء بكمال العمل بغير نية أبدا.

  والنية هي: القصد والإرادة إذ من عزم على فعل [شيء]⁣(⁣٤) فهو ناوٍ له فمن قصد الوضوء أو الصلاة فقد نواهما ولا يكاد عاقل يقصد شيئا من عباداته ولا غيرها بغير نية، فالنية أمر لازم لأفعال الإنسان المقصودة لا يحتاج إلى تعب، ولو أراد إخلاء فعله عنها لعجز عن ذلك، ولو كلفه الله الفعل بغير نية لكلفه ما لا يطيقه، وما كان هكذا فما وجه التعب في تحصيله وإجهاد النفس باللفظ بها حتى كأنه يحمل ثقيلا فمن شك في حصولها منه فهو نوع جنون.

  (زيد بن علي والناصر والمنصور بالله والإمام يحيى والمؤيد بالله والإمام والفريقان) وتجزي نية الوضوء لرفع الحدث إذ رفع الحدث هو المقصود للإجماع على أن «اغسلوا ...» خطاب للمحدِث فقط، وإلا لزم وجوبه على القائم الطاهر وإذا لم يجب على الطاهر تعين أن يكون المراد به رفع الحدث وذلك معنى نيته فالأمر إنما هو بالغسل لا بالتعلق⁣(⁣٥) فيكون تقدير الآية إذا قمتم إلى الصلاة وانتم محدثون فاغسلوا، ورتب الغسل المذكور] على الحدث [(⁣٦) بالفاء وهو دليل السببية⁣(⁣٧)، وقواه (الإمام عزالدين بن الحسن).

  وتجزيه عند (المؤيد بالله والإمام) نية الوضوء لقوله ÷ «لا صلاة إلا بوضوء» [١٢١] فمقتضاه أن من له الوضوء فله الصلاة،


  فصل وفروضه الخ

  قوله: إلا بنية روي عن علي # انه قال: قال رسول الله ÷: «لا قول إلا بعمل ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة» رواه (الناصر) في البساط و (ابوطالب) في أماليه وهو في الشفاء والأصول.

  قوله: وإنما لكل الخ عن (عمر) قال: سمعت رسول الله ÷ يقول «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» قال في التخريج: أخرجه السته إلا الموطأ.

  قوله: لا صلاة الخ عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «لا صلاة لمن لا وضوء له» رواه في العلوم والشفاء، ونحوه عن ابن عمر عند مسلم وابن ماجة.


(١) ولو كان عبادة لم يصح منه كالوضوء وإذا لم يكن عبادة ولا فيه معنى التعبد لم يفتقر إلى النية اهـ شرح بحر، ولعل المؤلف | يريد بالصبي هنا غير المميز أما المميز فقد تقدم له أنه يصح منه الوضوء وسائر ما يفعله من القرب. تمت.

(٢) ما بين المعكوفين من البحر. تمت.

(٣) هو الشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحنفي نسبة إلى محمد ابن الحنفية، الشعراني ولد ٨٩٨ وتوفي ٩٧٣ هـ صاحب كتاب كشف الغمة. تمت الأعلام للزركلي ج /٤ - ص ١٨٠.

(٤) ما بين العكوفين من المسودة. تمت.

(٥) في المسائل: لا بالتعليق اهـ، وهو الصواب أي لا بالتعليق له بالصلاة. تمت.

(٦) ما بين المعكوفين من المسودة. تمت.

(٧) فدل على أن الحدث علة الوضوء فإذا نوى رفعه إرتفع وجازت الصلاة كلها. تمت شرح بحر.