نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

كتاب الشهادات

صفحة 160 - الجزء 2

  وعن النبي ÷ أنه قال: «لا تقبل شهادة خصم ولا ظنين ولا ذي أحنة» [١٣]، وعنه ÷ «لا تقبل شهادة خائن⁣(⁣١) ولا خائنة ولا زان ولا زانية ولا ذي غمر على أخيه»⁣(⁣٢) [١٤].

  فصل «٤» (المؤيد بالله) ولا يجب اختبار من تاب عن اعتقاد بلا خلاف.

  (ابوجعفر) وإذا تاب فاسق الأفعال واستمر به أيام التوبة⁣(⁣٣) ووقف الناس على عدالته وصيانته قبلت شهادته عند (السادة وفقهاء الأمصار) من غير توقيت لأيام الاستمرار اه.

  (الإمام) وخصال الخسة إن كثرت جرح؛ إذ ترك المروءة دليل عدم الحياء فيوهم الجرأة لقوله ÷ في شرح البحر «لا دين لمن لا مروءة له» [١٥]، والمروءة راجعة إلى عرف الناس فيعمل في ذلك على حسبما يعرف في تلك الناحية.

  (ابوجعفر) ومن لعب مقامرة⁣(⁣٤) لم تجز شهادته إجماعا، (المهدي) والشطرنج: قطع ست مسماة إن كان بعوض منهما فمحظور جارح إجماعا إذ هو قمار، (الهادي والناصر ثم أبو حنيفة وعن مالك) وكذا حيث ليس قماراً لقول علي # ميسر العجم [١٦] ولنهيه ÷ عنه [١٧]، (الأكثر) والنردشير⁣(⁣٥) محرم جارح لقول علي # النرد والشطرنج هي الميسر [١٨].

  (المهدي) ويجوز شرب عصير التمر والزبيب لثلاثة أيام إجماعا.


  قوله: ولا ظنين يحتمل أنه ÷ أراد الذي يتوهم وليس هو من أمره على يقين⁣(⁣٦)، قال الشماخ:

  كلا يومي طوالة وصل أروى ... ظنون أن مطرح الظنون⁣(⁣٧)

  ويحتمل أنه أراد المتهم⁣(⁣٨) قال:

  وما كل من يظنني أنا معتب ... ولا كل ما يروى عليّ اقول⁣(⁣٩)

  والغمر: - الحنة والشحناء⁣(⁣١٠)، والإحنة: - هي الحقد، والمواحنة: - المعاداة.

  قوله: لقوله ÷ «لا دين لمن لا مروءة له» رواه في شرح البحر.

  قوله: لقول علي الخ أنه مر بقوم يلعبون بالنرد فضربهم بدرته حتى فرق بينهم ثم قال: ألا إن الملاعبة بهذه قمارا كأكل لحم الخنزير والملاعبة بها غير قمار كالمتلطخ بشحم الخنزير ومدهنه -، ثم قال: هذه كانت ميسر العجم والقداح⁣(⁣١١) ميسر العرب - رواه في العلوم بسند المجموع، وروى فيه أيضا وفي العلوم خرج علي على قوم يلعبون بالشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون -.

  قوله: ولنهيه ÷ عن اللعب بالشطرنج - رواه في العلوم عن ابن مسعود.

  قوله: لقول علي # في النرد والشطرنج هي الميسر⁣(⁣١٢) رواه في العلوم -


(١) الخائن: الغاصب. تمت شرح بحر.

(٢) فائدة: (قوله): ذي الظنة هو بتشديد النون أي المتهم في دينة، والحِنة بالتخفيف: الحقد والعداوة،.

قوله: خائن: صرح أبو عبيد بأن الخيانة تكون في حقوق الله كما تكون في حقوق الناس،.

قوله: ولا ذي غمر: قال ابن رسلان: بكسر الغين المعجمة وسكون الميم بعدها راء مهملة، قال ابوداود الغمر: الحِنة بكسر الحاء المهملة والشحناء،.

قوله: بدوي: هو الذي يسكن البادية في المضارب والخيام ولا يقيم في موضع خاص بل يرتحل من مكان إلى مكان، قال في النهاية: إنما كره شهادة البدوي لما فيه من الجفاء في الدين والجهالة بأحكام الشرع اهـ من فتح الغفار ج/٢ - ص ٥٤٠.

(٣) لعله واستمرت به أيام التوبة. تمت.

(٤) وظابط القمار: بأن يكون كل منهما غانما أو غارما نحو إن سبقتني فلك كذا وإلا فهي لي عليك اهـ بحر، فإن جعل لأحدهما أو لثالث جاز اهـ. تمت من حاشية شرح الأزهار ج/٤ - ص ٣٨٣ الطبعة الأولى.

(٥) وهو خشبة قصيرة ذات فصوص يلعب بها. تمت بحر.

(٦) هذا بناء على أنه بكسر الظاء وتشديد النون بمعنى كثير التظنن والأوهام. تمت.

(٧) هو في معجم ما استعجم للبكري الاندلسي. تمت.

(٨) أي المتهم بالميل إلى أحد الخصمين. تمت.

(٩) هو في لسان العرب لابن منظور. تمت.

(١٠) وفي الشفاء: الغِمر الحقد بكسر الغين المعجمة. تمت.

(١١) جمع قدح، قال في النهاية: القدح هو السهم الذي كانوا يستقسمون به. تمت.

(١٢) الميسر: مثال مسجد قمار العرب بالأزلام. تمت مصباح.