نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل وفروضه

صفحة 74 - الجزء 1

  (الأكثر) ولا يجزي على العمامة لقوله تعالى {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}⁣[المائدة: ٦]، وفعله ÷.

  الخامس: الرجلان إجماعا للآية، (أكثر العترة والفقهاء الأربعة) والمشروع غسلهما لا المسح لقراءة علي # و (ابن مسعود) وغيرهما من الصحابة والتابعين {وَأَرْجُلَكُمْ}⁣[المائدة: ٦] بالنصب⁣(⁣١)، ولتعليم علي #، وغيره⁣(⁣٢)، ولقول جابر أمرنا رسول الله ÷ إذا توضأنا أن نغسل أرجلنا [١٤٥]، وقوله ÷ للأعرابي «واغسل رجليك»، وحديث «يا علي خلل بين الأصابع» [١٤٦]، «ويل للعراقيب⁣(⁣٣) من النار» [١٤٧]، وغير ذلك فورود هذه الأخبار قاضية بإيجاب الغسل، وهو مشتمل على المسح لا العكس فكان الغسل اقرب إلى الاحتياط فوجب المصير إليه، ولنا أن نقول إن فعل الرسول ÷، وحديث الأعرابي، وما في معناه من الأحاديث ناسخ للمسح، قال صاحب المواهب: وغسل الرجلين إجماع العترة، وقال الحسن بن يحيى اجمع آل رسول الله ÷ على غسل القدمين وعلى النهي عن المسح على القدمين وان ذلك لا يجزي التطهر عندهم.

  قلت: والكعبان كالمرفقين⁣(⁣٤) كما مر.

  (المؤيد بالله والإمام يحيى والفريقان) والغسل: إمساس البشرة الماء والسيلان، وهو قول الجمهور من الأئمة، ولظهور الفرق بين الغسل والمسح⁣(⁣٥)؛ ولا يعتبر في السيلان أن يقطر لحديث «وضوء المؤمن كدهنه» [١٤٨]: (الإمام) أما إذا كان ورود الغسل في إزالة القذر والنجاسة التي لا تزول إلا بالسيلان، أو الدلك، أو ما يقوم مقامه فلا بد أن يراد بالغسل ما هو اخص من مطلقه، وهذه قرينة إرادة المقيد بلفظ المطلق، ولذا قال ÷ في غسل الجنابة: «فتنقي ما ثم» بدل اغسل يريد بذلك اختصاصه بما التبس بقذر من الأعضاء إذ الإنقاء عبارة عن التنضيف.


  قوله: وقول جابر أمرنا رسول الله ÷ إذا توضأنا أن نغسل أرجلنا - رواه في الشفاء.

  قوله: وحديث «يا علي خلل بين الأصابع لا تخلل بالنار» رواه في الشفاء والأصول.

  قوله: «ويل للعراقيب» الخ عن النبي ÷ له انه قال: «ويل للعراقيب من النار ويل للعراقيب من النار» رواه في الشفاء، وفي الأصول عن جابر رأى رسول الله ÷ لمعة في قدم رجل لم يغسلها فقال: «ويل للعراقيب من النار»، وللموطأ ومسلم عن (عائشة) مثله.

  قوله: «وضوء المؤمن كدهنه» رواه في الانتصار، وعن ذي مِخْبَر⁣(⁣٦) بن أخ النجاشي خادم النبي ÷ الله ومن جملة حديث أخرجه ابوداود ما لفظه فتوضأ يعني النبي ÷ بوضوء⁣(⁣٧) لم يلت منه التراب.

  قوله: فتنقي ما ثم سيأتي.


(١) عطفا على الوجه والأيدي فيكون الحكم واحدا. تمت.

(٢) كعثمان. تمت.

(٣) العرقوب من الإنسان فويق العقب. تمت نهاية.

(٤) المرفقان هما العظمان الناقدان في مفصل الساق من القدم. تمت بحر.

(٥) الفرق بينهما بالسيلان، فالمسح إمساسه بحيث لا يسيل فلو لم يشترط السيلان في الغسل لم يكن بينهما تفرقة. تمت.

(٦) ما أثبتناه من تخريج ابن بهران، وفي المسودة: أبي مخبر. تمت.

(٧) في المسودة: وضوءا وكذلك في تخريج ابن بهران بدون الباء. تمت.