(الإمام) وأما كونه مجتهدا فهو الأولى إجماعا، ولقول علي # أول القضاء - الخبر [١٤]، وإذا كان مجتهدا واجتهد في المسألة لم يجزله العدول إلى قول غيره إجماعا (الإمام زيد⁣^(⁣١) والناصر والمؤيد بالله وتخريجه والمنصوربالله والإمام يحيى والإمام شرف الدين والإمام ثم أبو حنيفة وأصحابه وذكره في الكافي للهادي) ويصح من المقلد؛ إلا أنه اشترط بعضهم⁣^(⁣٢) تعذر الإجتهاد، وبعضهم⁣^(⁣٣) عدمه⁣^(⁣٤) في الناحية؛ وهو⁣^(⁣٥) الأولى، لقيامه مقام إمامه، ولجوازه⁣^(⁣٦) في قيم المتلفات بلا خلاف، ولئلا تضيع الحقوق بتعطيل الأحكام، وإذ المقصود هو الفصل بالحق وهو يصح من المقلد بما يصح من المجتهد إذ لم يشترط النبي ÷ أن يعرفه⁣^(⁣٧) باجتهاد -، ولأن المقلد في جنب المجتهد كالمجتهد في جنبه فكما جاز للمجتهد أن يحكم وهو قاصر عن النبي ÷ فكذلك المقلد له أن يحكم وإن قصر عن المجتهد.

  (الإمام يحيى) وفي فتوى المقلد وجهان، قلت: أما الحكاية فجائز⁣^(⁣٨) إجماعا.

  ومن صفاته: أن يكون حليما غير طائش⁣^(⁣٩) لأنه لا يتوصل إلى تمييز الحق من الباطل إذا كان غير حليم، ولقوله ÷ «لا تقض بين اثنين وأنت غضبان».

  الرابع: أن يكون صليبا في أمر الله لا تأخذه [في الله]⁣^(⁣١٠) لومة لائم لقوله ÷ عند (أبي طالب) «لا تمنعن أحدكم مخافةٌ أن يتكلم بالحق إذا رآه» [١٥]، وقول النبي ÷ «إياكم والإقراد ..» الخبر [١٦]. وقول علي # الذليل عندي عزيز - الخبر [١٧]. الخامس: السلامة من العمى والخرس⁣^(⁣١١)، (المؤيد بالله وأبوطالب) إجماعا.

  قوله: لقول على # أول القضاء ما في كتاب الله ø ثم ما قاله الرسول ÷ ثم ما اجمع عليه الصالحون فإن لم يوجد ذلك في كتاب الله ولا في السنة ولا فيما اجمع عليه الصالحون إجتهد الإمام في ذلك لا يألو إحتياطا واعتبر وقاس الأمور بعضها ببعض فإذا تبين له الحق أمضاه ولقاضي المسلمين في ذلك ما لإمامهم - رواه في المجموع والأصول.

  قوله: لا تمنعن الخ عن أبي سعيد عن النبي ÷ أنه قال: «لا تمنعن أحدكم مخافة أن يتكلم بالحق» رواه أبوطالب في أماليه.

  قوله: وقوله ÷ «إياكم والإقراد» قالوا: يا رسول الله وما الإقراد؟ قال: «يكون أحدكم أميرا أو عاملا فتأتي الأرملة واليتيم والمسكين فيقول: اقعد حتى ننظر في حاجتك يتركون مقردين⁣^(⁣١٢) لا يقضى لهم حاجة، ويأتي الرجل الغني أو الشريف فيقعده إلى جنبه فيقول: ما حاجتك؟ فيقول: حاجتي كذا فيقول اقضوا حاجته وعجلوا بها» رواه في الأصول والشفاء.

  قوله: وقول على # الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه - رواه في النهج.

(١) ذكره لمذهبه # في المنهاج. تمت.

(٢) الإمام يحيى. تمت.

(٣) الإمام شرف الدين. تمت.

(٤) أي المجتهد. تمت.

(٥) أي جواز حكم المقلد. تمت.

(٦) أي التقليد، وعبارة المسائل وكما يقلد المقومون في المتلفات اهـ وهي أوضح. تمت.

(٧) أي الحق. تمت.

(٨) الصواب فجائزة. تمت.

(٩) الطيش: النزق والخفة. تمت قاموس، قال في لسان العرب: أي خفة العقل. تمت.

(١٠) ما بين المعكوفين من البحر. تمت.

(١١) زاد في البحر: والمنفر كالجذام الفضيع إذ يمنع [أي الكل] من استيفاء الحكم. تمت.

(١٢) يقال: أقرد الرجل بالقاف إذا سكت ذلا، ذكر ذلك في النهاية. تمت تخريج ابن بهران.