فصل «٧» (الإمام) ويحكم على المتغلب عن مجلس الحكم بعد الإعذار بلا خلاف، وكذا له الحكم في القسامة مع غيبتهم لقضائه ÷ في أهل خيبر في القسامة، مع غيبتهم [٢٥].

  ويجوز الحكم بين الوكيلين إجماعا وإن لم يحضر الخصمان أو أحدهما.

  (المهدي) ولا يختلفون في صور وهي: -

  - أنه لا يجوز القضاء للغائب ولا يقضى على الغائب في البلد عند أئمة العترة.

  - وأنه يحكم على المتمرد.

  - ويباع مال الغائب إذا خشي ضياعه.

  - وتصح الدعوى وسماع البينة على الغائب ليكتب إلى الحاكم الذي في الموضع الذي المدعى عليه فيه.

  - ويحكم على الميت إذا حضر بعض الورثة، وإن غاب البعض الآخراهـ.

  (أبوجعفر) وليس للمنفق عليه بيع مال منفقه بنفسه إجماعا.

  (العترة ثم الشافعي وابوحنيفة وأبويوسف والمزني) وله القضاء بما علم في حق الآدمي لقوله تعالى {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}⁣[النساء: ١٠٥]، {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ}⁣[المائدة: ٤٢]، ولم يفصل.

  (المهدي) وعليه الأمر بإحضار المدعى عليه؛ فإن لم يمتثل لأعوانه أعذر إليه بأمر من الإمام، ويعزر بحبس أو ضرب بعد قيام الشهادة الكاملة أن تأخره لغير عذر لقوله تعالى {فَتَبَيَّنُوا}⁣[الحجرات: ٦].

  (ابوجعفر) فإن كان بينه وبين المدعى عليه مسافة، وثمة قاض أقرب منه أحاله عليه إجماعا، وينادي على بابه⁣^(⁣١) فإن اختفى سمر عليه بابه، أو ختم أي ذلك شاء عند أصحابنا والفقهاء، فإن لم يؤثر هجم عليه بالنساء ثم المراهقين ثم الرجال ذوي الأمانة، وعلى هذا عمل القضاة من السلف إلى الخلف، ولا يهجم عليه بالخصيان⁣^(⁣٢) والمخانيث⁣^(⁣٣) عند (أصحابنا والفريقين).

  ولا خلاف أنه يجوز للمدعي أن يرافع خصمه إلى الحاكم قهرا، ويلزمه الإجابة لقوله تعالى {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ}⁣[النور: ٤٨] الآية، وعلى الحاكم النصر إن استنصروه إذ نصب لذلك.

  قوله: لقضائه ÷ في أهل خيبر روي أن النبي ÷ في قصة عبدالله بن سهل لما وجد قتيلا في قليب⁣^(⁣٤) من قلب خبير حكم على اليهود وألزمهم القسامة وهم غيب - رواه في الشفاء خيبر.

(١) أي يقال: إن فلانا خصمك يريد حضورك يا فلان بن فلان. تمت شرح بحر.

(٢) الخصيان: جمع خصي، قال في المصباح: خصيت العبد اخصيه خصاء بالكسر والمد: سللت خصيه، وهو خصي فعيل بمعنى مفعول مثل جريح وقتيل. تمت.

(٣) في المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: خنث خنئا فهو خنث من باب تعب إذا كان فيه لين وتكسير، واسم الفاعل مخنّث بالكستر واسم المفعول بالفتح اهـ وقال في سبل السلام: والمخنث من الرجال المراد به من تشبه بالنساء في حركاته وكلامه وغير ذلك من الأمور المختصة بالنساء والمراد من تخلق بذلك لا من كان ذلك من خلقته وجبلته. تمت.

(٤) القليب: البئر التي لم تطو. تمت نهاية.