نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل وفروضه

صفحة 76 - الجزء 1

  سلمنا فالرجوع إلى القرءان أولى من الآحاد، ونسخ القرءان بالأحاد لا يجوز، مع انه اجمع المفسرون أن لا نسخ في المائدة إلا في {لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ}⁣[المائدة: ٢]، اختلفوا، وخبر المسح بتقدير إن كان متقدما على نزول الآية كان منسوخا بالقرءان، ولو كان بالعكس كان خبر الآحاد ناسخا وترجيح القرءان على الآحاد أولى، والعمل بالآية اقرب إلى الاحتياط، ويدل على ضعف أدلة المسح اختلاف الصحابة فعن (عائشة) لئن اجزهما بالسكاكين أحب إلي من أن امسح عليهما [١٥٥] تعني الخفين، و (ابن عباس) نحوه، وغير ذلك [١٥٦].

  فصل «٣» والمسنون: ما واظب عليه⁣(⁣١) النبي ÷ أو أمر به ندبا لا حتما.

  وسنن الوضوء سبع:

  الأولى: التثليث وقد تقدم.

  الثانية: السواك عند (العترة والفريقين) لقوله ÷ «لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك» [١٥٧]، ونحوه [١٥٨]، (الأكثر) ولا يسن للصلاة لقوله ÷ «من أطاق السواك مع الطهور» [١٥٩].


  قوله: فعن (عائشة) لان اجزهما بالسكاكين أحب إلي من أن امسح عليهما - تعني الخفين - رواه في الشفاء.

  قوله: وعن ابن عباس نحوه تقدم⁣(⁣٢).

  قوله: وغير ذلك، من ذلك قول علي في قصة عمار: انشد الله امرئ مسلما علم أن المسح كان قبل المائدة لما قام فقام اثنان وعشرون رجلا -، وقول (عائشة) فيهما لأن تقطع قدماي أحب إلي من أن امسح عليهما - روى ذلك في الأصول والشفاء وشرح التجريد بسند صحيح، وقول علي سبق الكتاب الخفين - أخرجه ابن أبي شيبة عن حاتم بن إسماعيل عن (الصادق) عن أبيه. فصل والمسنون.

  قوله: «لولا أن اشق ..» عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «لولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الطهور فلا تدعه يا علي» رواه في الشفاء، والمجموع بزيادة «ومن أطاق السواك مع الطهور فلا يدعه».

  قوله: ونحوه عن (عائشة) عن النبي ÷ قال: «فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك بسبعين ضعفا» أخرجه أحمد وغيره، ولفظ الشفاء عن النبي ÷ انه قال: «صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك»، وعن النبي ÷ «خير فعال الصائم السواك»، وعنه ÷ «إستاكوا عرضا وادّهنوا غبا واكتحلوا وترا⁣(⁣٣)»، وعنه ÷ انه قال: «إستاكوا عرضا ولا تستاكوا طولا»، وعن (عائشة) أن النبي ÷ قال: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب»، وعن علي # عن النبي ÷ انه ذكر في السواك اثنا عشر خصلة: هو من السنة، وهو مطهرة للفم، ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات، وتفرح به الملائكة، ويقرب الملائكة - والحفر: - بالحاء غير معجمة مفتوحة والفاء مفتوحة والراء تآكل الأسنان يقال حفرت اسنانه تآكلت، روي هذه الأخبار في الشفاء.

  قوله: «من أطاق السواك مع الطهور فلا يدعه» رواه في المجموع والأصول والانتصار.


(١) وبينه اهـ، أما إذا لم يبينه بل سكت فظاهر فعله الوجوب لقوله تعالى {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ١٥٨}⁣[الأعراف: ١٥٨] ونحوه، فإن أمر به حتما فلا خلاف في الوجوب. تمت من خط المؤلف |.

(٢) تقدم آنفا. تمت.

(٣) وهو أن يكتحل لكل عين ثلاثة أطراف. تمت شرح بحر للإمام عز الدين.