باب حد القاذف

  القذف كبيرة قال تعالى {وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}⁣[النور: ٤]، وفعله ÷⁣^(⁣١). [٤٠]، والإجماع ظاهر.

  ويحد القاذف بالصريح إجماعا، (الإمام) وكذا بالكناية إن أقر بقصده، أو قامت قرينة على ذلك لعموم الآية، قلت: وإن لم يظهر من قصده، ولم تقم قرينة على ذلك لم يحد لقوله ÷ «ادرءوا الحدود بالشبهات».

  والصريح: كيا زاني، ونحوه⁣^(⁣٢)، والكناية: كلست بابن فلان، ونحوه⁣^(⁣٣).

  (العترة ثم الفريقان) ولا يحد بالتعريض لحديث أن عليا كان يعزر في التعريض [٤١] وهو مثل الله يعلم الزاني مني ومنك، ونحوه⁣^(⁣٤).

  (الإمام) ومن رمى غيره من ضروب الفسق سوى الزنا عزر لقوله ÷ «فاجلدوه عشرين» [٤٢].

  فصل «١» وشروط القاذف⁣^(⁣٥): التكليف فقط لعموم {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ}⁣[النور: ٤] فدخل الرجل والمرأة لحده ÷ لحسان وحَمنة -، (الإمام أحمد بن سليمان) وسواء كان مسلما أو ذميا بلا خلاف.

  (المؤيد بالله والمنصوربالله ثم الفريقان واحمد) ولا يحد الوالد لولده لمنافاته القرءان⁣^(⁣٦)، وأختاره (الأمير الحسين)، ولأنه عقوبة تجب بحق لأدمي، ولا يجب للولد على الوالد فوجب سقوطه، دليله القصاص، وأقل أحواله أن يكون شبهة.

  ويشترط في المقذوف: كونه عفيفا، حرا، مسلما، مكلفا لما سيأتي، (الإمام) والبلوغ والعقل إجماعا.

  ويحد الولد لوالده، والعبد لسيده إجماعا، ويحد قاذف اللقيط⁣^(⁣٧) إجماعا، ويحصص للمكاتب لما مر⁣^(⁣٨)، وحكم المكاتبة حكمه إجماعا.

باب حد القاذف

  قوله: فعله ÷ روي عن النبي ÷ انه جلد من قذف عائشة حسانا ومحصنا⁣^(⁣٩) وحَمنة بنت جحش - رواه في الشفاء والحديث عند الترمذي وأبي داود.

  قوله: لحديث أن عليا كان يعزر في التعريض - رواه في المجموع والأصول والشفاء.

  قوله: فاجلدوا الخبر عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «إذا قال رجل لرجل: يا مخنث، فاجلدوه عشرين وإذا قال: يا يهودي فاجلدوه عشرين» رواه في الشفاء، وعن عبد الملك بن عمير قال: سئل علي # عن قول الرجل للرجل يا فاسق يا خبيث؟ قال: هن فواحش فيهن التعزير وليس فيهن حد - رواه في الشفاء

(١) الأولى ولقوله ÷ «قذف محصنة يحبط عمل مائة سنة»، وأما فعله ÷ الذي ذكره فلا يدل على الكبر بل على مشروعية الجلد في القذف. تمت.

(٢) أنت زاني، أو زنى بك فلان، أو زنيت بفلانة، أو زنيتي بفلان، أو أنت زانية، أو يقول للمرأة يا زانية. تمت شرح بحر.

(٣) كان ينسبه الى أجنبي غير أبيه المشهور. تمت.

(٤) أو لستُ بزان، أو يا ولد الحلال. تمت بحر.

(٥) الصواب وشرط القاذف كما في البحر. تمت.

(٦) أي قوله تعالى {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}⁣[لقمان: ١٥].

(٧) تقدم تفسيره في كتاب الضالة واللقطة. تمت.

(٨) لما مر عن علي # في عبد عتق نصفه فجلده علي # خمسا وسبعين جلدة -. تمت.

(٩) في الشفاء وأبي داود وتخريج البحر لابن بهران (ومسطحا). تمت.