باب الحجب والإسقاط
  (أصحابنا) وتجب البيعة إن طلبها لقوله ويجيبوا إذا دعوا -، يؤيد ذلك قوله ÷ «من مات ليس بإمام جماعة ولا لإمام جماعة في عنقه طاعة بعثه الله ميتة جاهلية» [٢٢].
  (الإمام يحيى) ومن خرج من طاعة الإمام فسق إجماعا وعنه ÷ «من نزع يده من طاعة إمام فانه يجيء يوم القيامة ولا حجة له» [٢٣].
  (الإمام يحيى) ومن نكث بيعته لا لخلل فيه فسق إجماعا قال تعالى {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}[الفتح: ١٠]، وعنه ÷: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: رجل بايع إماما عادلا إن أعطاه شيئا من الدنيا وفي له وان لم يعطه شيئا لم يف له» [٢٤]. وليس للإمام مجاهدة من توقف عنه ما لم يظهر عداوته، واختاره (الإمام) لترك علي # من توقف عنه [٢٥].
  (المهدي) والفرار من الزحف فسق لقوله تعالى {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}[الأنفال: ١٦] والفئة: ردء أو منعة لقول علي # وان كانت الأخرى كنت ردءً للناس ومثابة للمسلمين [٢٦]، ولقوله ÷ «أنا فئة المسلمين» [٢٧]؛ وإنما يحرم حيث عدد المسلمين نصف عدد العدو لوجوب ثبات المائة للمائتين، وان كان المسلمون اقل جاز الفرار إلى الفئة لا غير إذ يؤدي إلى أن لا يستقر جهاد رأسا(١).
  قوله: من مات الخ عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ÷: «إن الجنة لا تحل لعاصي ومن لقي الله ناكثا بيعته =نسخة بيعة إمام= لقي الله وهو أجذم ومن خرج عن الجماعة قِيدَ(٢) شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ومن مات ليس بإمام جماعة ولا لإمام جماعة في عنقه طاعة بعثه الله ميتة جاهلية» رواه ابوطالب في أماليه.
  قوله: ربقة الإسلام قال في القاموس: الربق بالكسر حبل فيه عدة عرى يشد به البهم كل عروة ربقة بالكسر والفتح اهـ.
  قوله: من نزع يده الخ عن ابن عمر أن النبي ÷ قال: «من نزع يده من طاعة الإمام فانه يجيء يوم القيامة ولا حجة له» رواه في الشفاء، وأخرجه ابوداود الطيالسي في مسنده وأبو نعيم في الحلية بزيادة «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية» اهـ.
  قوله: وعنه ÷ «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل بايع إماما عادلا إن أعطاه شيئا من الدنيا وفي له وان لم يعطه شيئا لم يف له» الخبر رواه في المجموع والأحكام والشفاء والأصول.
  قوله: لترك على # من توقف عنه - ذكره في المسائل كابن عمر وسعد بن أبي وقاص وغيرهما فانه تركهم ولم يقاتلهم #. ذكره ابن أبي الحديد وغيره.
  قوله: لقول علي # لعمر لما استشاره في الخروج إلى غزو الروم: وان تكن الأخرى كنت ردة للناس ومثابة للمسلمين - رواه في النهج.
  قوله: «أنا فئة المسلمين» عن ابن عمر انه كان في سرية من سرايا رسول الله ÷ فحاص(٣) الناس حيصة عظيمة قال: وكنت فيمن حاص فلما رددنا قلت كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بغضب ربنا؟ فجلسنا لرسول الله ÷ قبل صلاة الفجر فلما خرج قمنا فقلنا: نحن الفرارون، فقال: «لا بل انتم الكرارون» فدنونا فقبلنا يده، فقال: «أنا فئة المسلمين» هذا لفظ الشفاء والحديث أخرجه أحمد وابوداود وابن ماجة والترمذي وقال: حسن لا نعرفه إلا من حديث [يزيد بن أبي زياد]، قلت: إن كان الدمشقي فقال البخاري وابوحاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، وان كان المدني فوثقه النسائي، وفي لفظ لابن عمر قال: بعثنا رسول الله ÷ في سرية فلقوا العدو فحاص الناس حيصة فأتينا المدينة فتخبأنا بها فقلنا: يا رسول الله نحن الفرارون قال: «لا بل انتم العكارون(٤) وأنا فئتكم» رواه في الشفاء.
(١) ولو جوزنا ذلك لجاز فرار جميع الجيش وبقاء الأمير وحده. تمت من ضياء ذوي الأبصار للشرفي.
(٢) قيد بالكسر أي قدر. تمت.
(٣) أي جالوا جولة يطلبون الفرار، والمحيص المهرب والمحيد. تمت نهاية.
(٤) أي الكرارون. تمت نهاية.