نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب الحجب والإسقاط

صفحة 281 - الجزء 2

  (أصحابنا) ويؤدب من ثبط عن الإمام وعن بيعته، أو يطرد لسعيه في الأرض فسادا، ولقوله تعالى {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}⁣[الأحزاب: ٦٠]، والإمام قائم مقام الرسول. (ابوجعفر) ولا خلاف في قتل الجاسوس الحربي وكذلك المنهزم منهم والجريح.

  فصل «٥» وإليه وحده ما قاله النبي ÷ «أربعة أشياء إلى الأئمة الحد والجمعة والفيء والصدقات»، وقول علي # خمسة أشياء إلى الإمام صلاة الجمعة والعيدين واخذ الصدقات والحدود والقضاء والقصاص.

  (علي بن العباس) ويجب على الإمام إذا بعث جيشا⁣(⁣١) أو سرية جعل⁣(⁣٢) عليهم أميرا وهو إجماع أهل البيت $ وينبغي أن يوصيهم بما أوصى به رسول الله ÷ «بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ..» إلى آخره [٢٨].

  ولا يقبل من غير الكتابي والعجمي إلا الإسلام أو السيف لقول الوصي # لا يقبل من مشركي العرب إلا الإسلام أو السيف، وأما مشركي العجم فيؤخذ منهم الجزية، وأما أهل الكتاب من العرب والعجم فان أبوا أن يسلموا وسألونا أن يكونوا أهل ذمة قبلنا منهم الجزية [٢٩].


  قوله: لقوله ÷ «أربعة أشياء»

  وقوله: قول علي # خمسة أشياء تقدما في صلاة الجمعة.

  قوله: بما أوصى به رسول الله ÷ عن علي # قال: كان رسول الله ÷ إذا بعث جيشا من المسلمين بعث عليهم أميرا ثم قال: «انطلقوا بسم ا وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله انتم جند الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله ادعوا إلى شهادة أن لا اله وإلا الله وأن محمدا رسول الله ÷ والإقرار بما جاء به محمد ÷ من عند الله فان ءامنوا فإخوانكم في الدين لهم ما لكم وعليهم ما عليكم وان هم أبوا فناصبوهم حربا واستعينوا عليهم بالله فان أظهركم الله عليهم فلا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا لا يطيق قتالكم ولا تغوروا عينا ولا تقطعوا شجرا إلا شجرا يضركم ولا تمثلوا بأدمي ولا بهيمة ولا تظلموا ولا تعتدوا وأيما رجل من أقصاكم أو أدناكم من أحراركم أو عبيدكم أعطى رجلا منهم أمانا أو أشار إليه بيده فاقبل إليه بإشارته فله الأمان حتى يسمع كلام الله فان قبل فاخوكم في دينكم وان أبي فردوه إلى مأمنه واستعينوا بالله عليه لا تعطوا القوم ذمتي ولا ذمة الله فالمخفر ذمة الله تعالى⁣(⁣٣) يلقى الله وهو عليه ساخط أعطوهم ذمتكم وذمم أبائكم وفوا لهم فان أحدكم لان يخفر ذمته وذمة أبيه خير من أن يخفر ذمة الله عز وجل وذمة رسوله ÷» رواه في المجموع والأصول، ورواه ابوطالب في أماليه عن عمر مولى عنبسة عن زيد بن علي عن آبائه إلا انه جعل مكان «ولا تظلموا ولا تعتدوا»، «ولا تغلوا⁣(⁣٤) ولا تغدروا» وفيه متابعة لأبي خالد |.

  قوله: لقول الوصي # لا يقبل من مشركي العرب إلا الإسلام أو السيف وأما مشركوا العجم فتؤخذ منهم الجزية وأما أهل الكتاب من العرب والعجم فان أبوا أن يسلموا وسألونا أن يكونوا أهل ذمة قبلنا منهم الجزية - رواه في المجموع.


(١) الجيش: ما زاد على ثمان مائة إلى أربعة الآف، فإذا بلغ أربعة آلاف سمي جحفلا، والسرية: هي التي تخرج بالليل وهي قطعة من الجيش تخرج منه ثم تعود إليه وهي قدر خمسمائة. تمت روض.

(٢) لعله أن يجعل؛ ولفظه في ضياء ذوي الأبصار للشرفي: قال علي بن العباس: ونصب الأمير على السرية واجب بإجماع أهل البيت $. تمت.

(٣) الذمة فسرت بالأمان ومنه سمي المعاهد نميا نسبة إلى الذمة بمعنى العهد قاله في المصباح، وقال غيره: هي عقد الصلح والمهادنة، وإنما قرن ذمته بذمة الله ø لأنه لا يقر على خطأ بخلاف ذمة غيره، وهذا نهي تنزيه لا تحريم فإذا أعطوا بذمة الله أو ذمة رسوله أو ذمة أحد من المسلمين فنقضها محرم على كل حال وإن تفاوتت مراتب التحريم فإن ذمة الله فيها الوعيد بأنه يلقاه وهو عليه غضبان، وقوله فالمخفر ذمة الله هو اسم فاعل من أخفر اهـ روض، قال في النهاية: أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه. تمت.

(٤) الغُلول: الخيانة في المغنم. تمت.