نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب الحجب والإسقاط

صفحة 282 - الجزء 2

  فصل «٦» (العترة ثم الفريقان) والجهاد فرض كفاية لقوله تعالى {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} إلى قوله {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}⁣[النساء: ٩٥]، وبعث ÷ إلى بني لحيان وقال: «يخرج من كل رجلين رجل» [٣٠]، قال تعالى {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ}⁣[التوبة: ١٢٢].

  (الإمام) أما إذا قصد العدو ديار الإسلام ولم يقم بدفعه البعض كان فرض عين إجماعا.

  ولا يجب على صبي ومجنون لرفع القلم، ولرده ÷ نفرا من أصحابه استصغرهم [٣١]، ولا على المرأة لقوله ÷ (لعائشة) «جهاد لا قتال فيه» [٣٢]، ولا على الأعرج والأعمى والمريض للآية، ولا على الضعيف للآية {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ}⁣[التوبة: ٩١].

  (الهدوية) فان بعد العد ولم يجب النهوض إليه إلا إذا وجد زادا وراحلة ومؤنة من يلزمه أمره حتى يرجع لقوله تعالى {وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ}⁣[التوبة: ٩١]، {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ}⁣[التوبة: ٩٢]، (الإمام) فان عرض الإمام ذلك وجب الجهاد لزوال العذر.

  (الإمام يحيى⁣(⁣١) والإمام) ولا يخرج إلا بإذن الوالد المسلم لقوله ÷ عند أبي داود «فان أذنا لك فجاهد» [٣٣]، ونحوه [٣٤]، قلت: وهذا إن لم يتعين عليه الجهاد وإن تعين فتركه معصية «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» [٣٥].


  قوله: وبعث ÷ الخ روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله ÷ بعث إلى بني لحيان وقال: «يخرج من كل رجلين رجل =ثم قال للقاعدين= أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف اجر الخارج» رواه في الشفاء والمنهاج وأخرجه مسلم.

  قوله: ولرده ÷ الخ روي أن النبي ÷ رد يوم بدر نفرا من أصحابه استصغرهم منهم ابن عمر وهو يومئذ ابن أربع عشرة سنة وأسامة بن زيد والبراء بن عازب وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم وغيرهم - رواه في الشفاء.

  قوله: وقوله ÷ لعائشة الخ عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: «عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة» أخرجه ابن خزيمة واخرج نحوه أحمد وبخاري.

  قوله: إن أذنا لك فجاهد عن أبي سعيد أن رجلا هاجر إلى النبي ÷ من اليمن فقال: «هل لك احد باليمن»؟ فقال: أبواي، فقال: «أذنا لك»؟ فقال: لا، قال: «ارجع إليهما فاستأذنهما فان أننا لك فجاهد وإلا فبرهما» أخرجه ابوداود وصححه ابن حبان، وعن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة أتى النبي ÷ فقال: يا رسول الله أردت الغزو وجئتك استشيرك! فقال: «هل لك من أم»؟ قال: نعم، فقال: «إلزمها فان الجنة عند رجليها» أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي.

  قوله: ونحوه عن ابن مسعود قال: سالت رسول الله ÷ أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة لميقاتها» قلت: ثم ماذا؟ قال: «بر الوالدين» قلت: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» رواه في الشفاء وأخرجه أحمد وبخاري ومسلم.

  قوله: لا طاعة الخ تقدم وأخرجه بخاري ومسلم وابوداود والنسائي وابن حبان عن علي ÷ بلفظ لا طاعة لأحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف -، وأخرجه ابن جرير وابن عساكر وابن أبي شيبة بلفظ لا طاعة لبشر في معصية الله -، وأخرجه عن عمران بن حصين أحمد وابن جرير وابن خزيمة والطبراني في الكبير وابن قانع والحاكم في المستدرك.


(١) والأمير الحسين. تمت.