نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب العيوب التي يفسخ بها النكاح

صفحة 403 - الجزء 1

باب العيوب التي يفسخ بها النكاح

  وهي منحصرة في الجنون والجذام والبرص والقَرْن والفتق والعِذْيَوط والعُنّة والخصي لنص علي # على التراد بها [٨٢]، والجَبَ كالعنة بجامع عدم الوصول للنصوصية على الأصل بقوله ÷ في العنين «يؤجل سنة فان وصل إلى امرأته فهي امرأته وان لم يصل إليها فرق بينهما» [٨٣] ففيه دليل أن كل عيب يمنع الإيلاج بالمرأة انه يفسخ به بجامع عدم الوصول فيلحق بذلك الرتق والعفل.

  (السيد صلاح) ولا يرد النكاح بالإغماء والغشية والصَرْعِ ولا أعلم من آبائنا من يقول بخلافه ولأنه مما لا تنفر عنه النفوس فلا يفرق به اهـ قلت: إن كانت العلة نفرة النفوس فالصرع من أعظم ما تنفر منه، وقد عده (الإمام يحيى) عيبا وان تباعدت نوباته اهـ.

  ويخير الصحيح⁣(⁣١) سواء حدث العيب قبل الدخول أو بعده عند (الهدوية وأبي طالب ثم احد قولي الشافعي) قلت: ما لم يصدر منه رضا إذ لم تفصل الأدلة، ولمنعه الخيار بعد الدخول مع العلم، (ابوطالب) ولا خلاف فيه اهـ، فأشبه طروء فاسخ كالردة، وأما الاحتجاج بخبر (الشعبي عن الحارث عن علي #) [٨٤] فالمراد به مع الرضا إذ السياق فيمن علم بالعيب قبل الدخول فدخوله رضا به؛ قالوا: كبعد قبض المبيع؛ قلنا: النكاح خلاف موضوع البيع فلا خيار فيه برؤية أو شرط، وفي البيع يصحان، والعقد فيه على العين، وفي النكاح على المنفعة فافترقا.


  باب العيوب

  قوله: لنص علي # عن علي # قال: يرد النكاح من أربع من الجذام والجنون والبرص والفتق= وفي نسخة= والرتق - رواه في المجموع، شرح الفتق بالفاء والتاء المثناة من فوق: هو اختلاط الفرجين، والرتق بفتح التاء مصدر يقال امرأة رتقاء بينة الرتق لا يستطاع جماعها لارتتاق ذلك الموضع، وعن علي # أن رجلا تزوج امرأة فوجدته عذيوطا فكرهته ففرق بينهما - رواه في المجموع وتتمة الشفاء، شرح العذيوط فيه ثلاث لغات عذيوط كحرذون وكعصفور وكعِثور التيتاء وهو: من يحدث عند الجماع أو ينزل قبل الإيلاج، ذكره في القاموس وقال بعضهم: تصحيحه من ديوان الأدب على وزن فعلول بكسر الفاء وفتح اللام وغير ذلك تصحيف، وعن علي # أن خصيا تزوج امرأة وهي لا تعلم ثم علمته فكرهته ففرق بينهما - رواه في المجموع وفي العلوم نحوه، شرح الخصي: سل الخصيتين أي نزعهما وقيل رض الخصيتين -، وعن علي # انه قال: يرد النكاح باربعة من الجذام والبرص والجنون والقرن - رواه في العلوم وتتمة الشفاء والأصول قال في تخريج المجموع: بعد أن ساق سند العلوم ورجاله ثقات وفي [الحارث] كلام وقد وثق، واخرج البيهقي عن علي # نحو هذا الخبر، شرح القرن بفتح القاف وسكون الراء: وهو شيء يخرج من الرحم يمنع الجماع، والعفل: شيء يخرج من الفرج ولا يكون في الأبكار وهو كالأدرة⁣(⁣٢) وإنما يصيب المرأة بعد ما تلد، وقيل هو ورم في مسلكي المرأة يضيق به فرجها حتى لا تنفذ آلة الرجل.

  قوله: في العنين الخ عن علي # انه كان يؤجل العنين سنة فان وصل وإلا فرق بينهما - رواه في المجموع وتتمة الشفاء والعلوم وأخرجه البيهقي ورواه أيضا في تتمة الشفاء مرفوعا.

  قوله: الشعبي عن الحارث عن علي انه قال: أرد النكاح قبل أن يدخل بامرأته من أربع من الجذام والبرص والجنون والقرن فان دخل بها فهي امرأته - رواه في العلوم وتتمة الشفاء.


(١) من الزوجين. تمت.

(٢) الأدرة: هي خروج بطن الرجل إلى أنثييه فيكبران وهو المراد. تمت مرغم.