شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 4

صفحة 464 - الجزء 2

  "وحكى الكوفيون وجهًا ثالثًا وهو أن يضاف" الجزء "الأول إلى" الجزء "الثاني"، فيعرب الجزء الأول بحسب العوامل، ويجر الجزء الثاني بالإضافة "كما في: عبد الله، نحو" ما حكى الأخفش⁣(⁣١) أنه سمع ممن سمع من أبي فقعس الأسدي، وأبي⁣(⁣٢) الهيثم العقيلي: "ما فعلت خمسة عشرك"، برفع خمسة. وجر عشرك⁣(⁣٣).

  "وأجازوا أيضًا هذا الوجه"، وهو إعراب المتضايفين "دون إضافة" إلى مستحق المعدود نحو: هذه خمسة عشر، ورأيت خمسة عشر، ومررت بخمسة عشر، بجر عشر في الأحوال الثلاثة، وإعراب خمسة بحسب العوامل، "استدلالا بقوله"؛ وهو نفيع بن طارق على ما قيل: [من الرجز]

  ٨٨٠ - كلف من عنائه وشقوته ... بنت ثماني عشرة من حجته

  فـ: "بنت": مفعول ثان بـ"كلف"، ومفعوله الأول مستتر فيه قائم مقام الفاعل، وثماني: مضاف إليه⁣(⁣٤)، وعشرة: بالتنوين مجرورة بإضافة ثماني إليها، ولم يضف إلى مستحق المعدود. والعناء، بفتح العين المهملة: التعب والمشقة. والشهوة، بكسر الشين المعجمة: الشقاوة.

  وقول ابن مالك في التسهيل⁣(⁣٥): ولا يجوز بإجماع ثمان يعشر إلا في الشعر. مردود فإن الكوفيين أجازوا ذلك مطلقًا في الشعر وغيره، كما قال الموضح فليس نقل الإجماع بصحيح.


(١) نسب هذا القول إلى الفراء في شرح ابن الناظم ص ٥٢٣.

(٢) في "ط": "ابن".

(٣) بعده في شرح ابن الناظم ص ٥٢٣: "والبصريون لا يرون ذلك، بل يستصحب عندهم البناء في الإضافة كما يستصحب مع الألف واللام بإجماع".

٨٨٠ - الرجز لنفيع بن طارق في الحيوان ٦/ ٤٦٣، والدرر ٢/ ٤٩١، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٨٨، وبلا نسبة في لسان العرب ١٤/ ٤٣٨ "شقا"، والإنصاف ١/ ٣٠٩، وأوضح المسالك ٤/ ٢٥٩، وتهذيب اللغة ٩/ ٢٠٩، وخزانة الأدب ٦/ ٤٣٠، وشرح الأشموني ٣/ ٦٢٧، وشرح التسهيل ٢/ ٤٠٢، والمخصص ١٤/ ٩٢، ١٤/ ١٠٢، وهمع الهوامع ٢/ ١٤٩.

(٤) في "ب", "ط": "إليها".

(٥) التسهيل ص ١١٨.