فصل 5
  "ولك في اسم الفاعل المذكور" وهو: ثان(١) وعاشر(٢) وما بينهما، "أن تستعمله بحسب المعنى الذي تريده على سبعة أوجه:
  أحدها: أن تستعمله مفردًا" عن الإضافة "ليفيد الاتصاف بمعناه مجردًا" عن الاتصال بالعشرة، "فتقول: ثالث ورابع"، ومعناه حينئذ واحد موصوف بهذه الصفة وهي كونه ثالثًا ورابعًا، "قال" النابغة الذبياني: [من الطويل]
  ٨٨١ - توهمت آيات لها فعرفتها ... لستة أعوام وذا العام سابع
  والمعنى: وقع في وهمي أي: ذهني، علامات للمرأة فعرفت العلامات بعد ستة أعوام، وهذا العام الذي أنا فيه سابع.
  الوجه "الثاني: أن تسعمله مع أصله" الذي صيغ هو منه، "ليفيد أن الموصوف به بعض تلك العدة المعينة لا غير". وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
  ٧٤٠ - وإن ترد بعض الذي منه بني ... تضف إليه .....................
  "فتقول: خامس خمسة أي: بعض جماعة منحصرة في خمسة" أي: واحد من خمسة لا زائد عليها، "ويجب حينئذ إضافته إلى أصله"؛ كما مثل؛ "كما يجب إضافة البعض إلى كله" كـ: يد زيد. "قال الله تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ} " [التوبة: ٤٠] , فـ: "ثاني" حال من الهاء في "أخرجه"، و"اثنين" مضاف إليهما "وقال" الله "تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} " [المائدة: ٧٣]، فـ"ثالث" خبر "إن"، و"ثلاثة" مضاف إليه.
  "وزعم الأخفش وقطرب" من البصريين، "والكسائي وثعلب" من الكوفيين. "أنه يجوز إضافة الأول" وهو الفرع، "إلى الثاني" وهو الأصل، "ونصبه إياه"(٣). فعلى هذا يجوز: ثالث ثلاثة, بجر ثلاثة ونصبها، ونصبه إياه فعلى هذا يجوز: ثالث ثلاثة، بجر ثلاثة ونصبها. "كما يجوز في: ضارب زيد" جر زيد ونصبه.
(١) في "ط": "ثاني".
(٢) في "ب": "عشر".
٨٨١ - البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٣١، وخزانة الأدب ٢/ ٤٥٣، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٤٧، والصاحبي في فقه اللغة ص ١١٣، والكتاب ٢/ ٨٦، ولسان العرب ٤/ ٥٦٩ "عشر"؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤٠٦، ٤/ ٤٨٢، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٢٦١، وشرح شواهد الشافية ص ١٠٨، والمقتضب ٤/ ٤٢٢، والمقرب، وتاج العروس "لوم".
(٣) الارتشاف ١/ ٣٦٧.