مدخل
  واعلم أنك "إذا أردت النسب(١) إلى الشيء" من بلد، أو قبيلة، أو غيرهما، "فلا بد لك من عملين في آخره:
  أحدهما: أن تزيد عليه ياء مشددة, تصير" تلك الياء "حرف إعرابه"، فتتداولها حركات الإعراب. رفعًا، ونصبًا، وجرًّا، لصيرورتها(٢) بمنزلة الآخر.
  "و" العمل "الثاني: أن تكسره، أي لآخر لمناسبة الياء، كما في ياءي(٣) المتكلم، والمخاطبة، "فتقول في النسب إلى: دمشق" بفتح الميم: "دمشقي"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
  ٨٥٥ - ياء كيا الكرسي زادوا للنسب ... وكل ما تليه كسره وجب
  "ويحذف لهذه الياء" المزيدة للنسب "أمور في الآخر، وأمور متصلة بالآخر.
  أما" الأمور "التي في الآخر فستة:
  أحدها: الياء المشددة الواقعة بعد ثلاثة أحرف فصاعدًا، سواء كانتا زائدتين، أو كانت إحداهما زائدة، والأخرى أصلية.
  فالأول": وهو ما آخره ياءان زائدتان، سواء أكانتا للنسبة(٤) أم لا "نحو: كرسي".
  مما آخره ياءان ليستا للنسب، "وشافعي" مما آخره ياءان للنسب. "فتقول في النسب إليهما: كرسي، وشافعي"، فتحذف الياء المشددة منهما، وتجعل مكانها ياء للنسب، "فيحتد لفظ المنسوب، ولفظ المنسوب إليه، ولكن يختلف التقدير"، فيقدر أنهما مع الياء المحددة للنسب غيرهما بدونها.
  "و" يظهر "لهذا" الاختلاف التقديري أثر في الصناعة، وذلك أنه إذا "كان: بخاتي" جمع "بختي" بباء موحدة فخاء معجمة فتاء مثناة فوقانية "علمًا لرجل"، فإنه يكون "غير منصرف"، استصحابًا لما كان عليه من الجمعية قبل العلمية. قال في الصحاح(٥):
  الواحد بختي والجمع بخاتي غير منصرف، لأنه بزنة جمع جمع الجمع. انتهى بتكرير جمع.
(١) في "أ": "النسبة"، والتصويب من "ب"، "ط"، وأوضح المسالك ٤/ ٣٣١.
(٢) في "ب": "لصيرورته".
(٣) في "ب": "ياء".
(٤) في "ط": "سواء كانتا للنسب".
(٥) الصحاح "بخت".